عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

ونظائره كثيرة بحسَب كثرة مُوجَبات العلم[1] قال صاحب "المفتاح" وإن شئتَ[2] فعليك بكلام ربّ العزّة: ﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْ لَمَنِ ٱشۡتَرَىٰهُ مَا لَهُۥ فِي ٱلۡأٓخِرَةِ مِنۡ خَلَٰقٖۚ وَلَبِئۡسَ مَا شَرَوۡاْ بِهِۦٓ أَنفُسَهُمۡۚ لَوۡ كَانُواْ يَعۡلَمُونَ﴾ [البقرة:١٠٢] كيف تجد[3] صدره يصف أهل الكتاب بالعلم على سبيل التأكيد القسمي وآخره ينفيه عنهم حيث لم يعملوا بعلمهم يعني إن شئتَ[4] أن تعرف أنّ العالم بالشيء أعمّ من فائدة الخبر وغيرها يُنزَّل منزلة الجاهل به لاعتبارات خطابيّة[5]


 



[1] قوله: [بحسَب كثرة مُوجَبات العلم] فإنّ العلم قد يُوجِب العمل وقد يوجب الترك أي: الكفّ ولكلّ منهما أفراد كثيرة لا تكاد تُحصَى.

[2] قوله: [وإن شئت إلخ] أي: وإن شئتَ شاهداً على ما ذُكِر من التنزيل فعليك أي: فخذ بكلام ربّ العزّة وهو قوله تعالى: ﴿وَلَقَدۡ عَلِمُواْالآية, واللام الأولى جواب للقسم المقدَّر, واللام الثانية للابتداء متعلِّقة بـعلموا, ومن اشتراه مبتدأ خبره ما له في الآخرة من خلاق والجملة في حيِّز مفعولي علموا, والخلاقُ النصيبُ ومِن زائدة لتأكيد النفي أي: والله لقد علموا أنّ من استبدل كتاب السحر بكتاب الله ما له في الآخرة شيء من النصيب, واللام الثالثة أيضاً جواب للقسم والجملة القسميّة معطوفة على القسميّة الأولى, وما نكرة مميِّزة للضمير المُبهَم في بئس والمخصوص بالذمّ محذوف أي: والله لبئس شيئاً شروا به أنفسهم ذلك الشراء, ولو شرطيّة ومفعول يعلمون محذوف والجزاء محذوف أي: لو كانوا يعلمون مذموميّة الشراء لامتنعوا عن ذلك الشراء.

[3] قوله: [كيف تجد إلخ] تجد استيناف جواب الأمر معنى أو حال من فاعل الأمر, وصدرَه مفعوله الأوّل ويصف مفعوله الثاني, وكيف حال من المفعول الثاني قُدِّم عليه لتضمّنه في الأصل معنى الاستفهام وإن انسلخ منه ههنا لمجرّد التفخيم, والمعنى: خذ بكلام ربّ العزّة تجد أو واجداً أوّلَه واصفاً لأهل الكتاب بالعلم مُكيَّفاً بكيفيّة مّا.

[4] قوله: [يعني إن شئتَ إلخ] أتى بالعناية دفعاً لتوهّم أنّ مفعول شئتَ تنزيل العالم بالفائدة ولازمها منزلة الجاهل لأنّ سوق الكلام فيه, وحاصل الدفع أنّ مفعول شئتَ في كلام صاحب "المفتاح" هو تنزيل العالم بالشيء مطلقاً لا تنزيل العالم بالفائدة ولازمها خاصّة وإن كان سوق الكلام فيه.

[5] قوله: [لاعتبارات خطابيّة] أي: لأمورٍ إقناعيّةٍ مفيدةٍ للظنّ يعتبرها المتكلِّم حال مخاطبته كعدم العمل على مُوجَب العلم, والخطابيّة نسبة إلى الخطابة وهي صناعة تفيد الإقناع لتركّبه من مقدِّمات مقبولة.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400