عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

وفوائد شريفة سَمَحَت بها أذهان الأذكياء, وغرائب نُكَت[1] اهتديتُ إليها بنور التوفيق, ولطائف فقر اتخذتُها من عين التحقيق, وتمسّكتُ في دفع اعتراضاته بذيل العدل والإنصاف, وتجنّبتُ في ردّ ما أورد عليه من مذهب البغي والاعتساف, وأشرتُ إلى حلّ[2] أكثر غوامض "المفتاح" و"الإيضاح" ونبّهتُ على بعض ما وقع من التسامُح للفاضل العلامة في "شرح المفتاح", وأَوْمَأتُ[3] إلى مواضع زلّت فيها أقدام الآخذين في هذه الصّناعة, وأغمضتُ عمّا وقع لبعض متعاطي هذا الكتاب من غير بضاعة, ورفضتُ التأسّيَ بجماعةٍ[4] حظروا تحقيق


 



[1] قوله: [وغرائب نُكَت] من إضافة الصفة إلى الموصوف أي: ونُكَتاً غريبةً, وكذا قوله ولطائف فِقَر, والفِقَر جمع الفقرة وهي في الأصل حلي يصاغ على شكل فقرة الظهر استعيرت لقطعة من الكلام. قوله من عين التحقيق أي: لا من الظنّ والتخمين. قوله وتمسّكت أي: واعتصمت. قوله اعتراضاته أي: اعتراضات الماتن على السكّاكي. قوله وتجنّبت أي: تباعدت. قوله في ردّ إلخ أي: في ردّ اعتراضات أوردت من الشارحين على الماتن. قوله من مذهب البغي أي: من طريق التعدّي والمكابرة, متعلِّق بـتجنّبت. قوله والاعتساف أي: والمشي على غير الطريق.

[2] قوله: [وأشرت إلى حلّ إلخ] وذلك لأنّ الشارح وإن كان بصدد شرح "التلخيص" وتوضيحه لكن لمّا كان "المفتاح" مأخذاً له و"الإيضاح" كالشرح له ناسب أن يحلّ بعض مواضعهما المشكلة.

[3] قوله: [وأَوْمَأتُ إلخ] الإيماء الإشارة بالشفة أو الحاجب أي: وبيّنت خطأهم بالإشارة بدون التصريح, والمراد بالآخذين في هذه الصناعة علماء علم البيان. قوله وأغمضتُ عمّا إلخ أي: عن أخطاء وقعت لبعض شارحي "التلخيص" من غير علم, ووجه الإغماض عنها أنّ قدر المقالة بقدر صاحبها فلمّا كان صاحبها لا بضاعة له لا يعبأ بمقالته.

[4] قوله: [ورفضتُ التأسّيَ إلخ] أي: وتركت الاقتداء. قوله حظروا تحقيق الواجبات أي: مُنِعُوا من تحقيقها, أو حَرَّمُوا تحقيقها على أنفسهم. قوله وما فرضت أي: وما أوجبت. قوله سنّتهم أي: سلوكَ طريقتهم. قوله في تطويل الواضحات فإنّ الواضح لا يحتاج إلى البيان فضلاً عن التطويل, وفي الجمع بين الفرض والواجب والسنّة والجماعة والرفض والحظر صنعة مراعاة النظير مع الإيهام.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400