من العقل لأنّ أوّلتُ[1] وتأوّلتُ فعّلتُ وتفعّلتُ من آل الأمر إلى كذا يؤول أي: انتهى إليه والمآل المرجع كذا في "دلائل الإعجاز", وحاصله[2] أن تنصب قرينة صارفة للإسناد عن أنْ يكون إلى ما هو له, وقد أشار[3] إلى تفسير التعريفين بقوله: (وله) أي: للفعل (مُلابَسات شتّى) مختلفة جمع شتيت كـ مريض ومَرْضَى (يُلابِس الفاعل والمفعول به والمصدر والزمان والمكان والسبب) لم يتعرّض للمفعول معه والحال ونحوهما[4] لأنّ الفعل لا يسند إليها (فإسناده إلى الفاعل أو المفعول به إذا كان مبنيًّا له) أي: للفاعل أو المفعول به يعني أنّ إسناده[5] إلى الفاعل إذا كان مبنيًّا له وإلى المفعول به إذا كان مبنيًّا له (حقيقة) فقوله في تعريف[6] الحقيقة: ما هو له يشملهما (كما مرّ) من الأمثلة (و) إسناده
[1] قوله: [لأنّ أوّلتُ إلخ] دليل على أنّ حقيقة تأوّلتُ الشيء ما يؤول إليه الشيء يعني أنه مأخوذ من آل الأمر وبناءُ التفعيل والتفعّل للطلب فمعناه طلب الأوْل وطلب الأوْل طلب ما يؤول إليه.
[2] قوله: [وحاصله إلخ] أي: معنى التأوّل الحقيقيُّ ما ذكر وحاصله نصبُ القرينة على أنّ الإسناد ليس إلى ما هو له عند المتكلِّم في الظاهر كاستحالة قيام الجري بالنهر في قولك جرى النهر.
[3] قوله: [وقد أشار إلخ] بيانٌ لربط المتن الآتي بما قبله دفعاً لتوهّم أنّ قوله وله ملابسات شتّى إلخ اشتغال بما لا يعنيه, وحاصل الدفع أنّ هذا تفسيرٌ للتعريفين وتعيينٌ لما هو له ولغير ما هو له.
[4] قوله: [ونحوهما إلخ] كالمستثنى والتمييز, وهذا جواب سؤال ظاهر, وحاصل الجواب أنّ المقصود بيانُ المُلابَسات التي يُسند إليها الفعل ولا يُسند الفعل إلى المفعول معه والحال والمستثنى والتمييز.
[5] قوله: [يعني أنّ إسناده إلخ] أشار بالعناية إلى أنّ كلمة أو للتوزيع بأنّ إسناده إلى الفاعل إذا كان مبنيًّا له وإسناده إلى المفعول به إذا كان مبنيًّا له حقيقةٌ, وإلاّ فظاهر كلامه فاسد.
[6] قوله: [فقوله في تعريف إلخ] إشارة إلى أنّ هذا الكلام تفسير لتعريف الحقيقة. قوله يشملهما أي: يشمل الفاعل والمفعول فإنّ الفاعل ما هو له في المبنيّ له والمفعول ما هو له في المبنيّ له. قوله من الأمثلة أي: للحقيقة, لا للإسناد إلى الفاعل والمفعول فلا يرد أنه لم يذكر سابقاً مثالاً لإسناد المبنيّ للمفعول إلى المفعول. قوله يعني غيرَ إلخ يتضح غرضه بما مرّ تحت قوله يعني أنّ إسناده إلخ, ثمّ غيرُ الفاعل هو المفعول والمصدر والزمان والمكان والسبب وغير المفعول هو الفاعل والأربعة الباقية.