له فاعل أو مفعول به إذا أسند إليه يكون الإسناد حقيقة لما مرّ[1] من أنه عبارة عن إسناده إلى غير ما هو له فما هو له هو الفاعل أو المفعول به الحقيقيّ لكن لا يلزم أن يكون له حقيقة لجواز أن لا يسند إلى ما هو له قطعاً, كما أنّ المجاز الوضعيّ[2] لا بدّ له من موضوع له إذا استعمل فيه يكون حقيقة لكن لا يجب أن يكون له حقيقة لجواز أن لا يستعمل فيه قطعاً, فمعرفة فاعله أو مفعوله[3] الذي إذا أسند إليه يكون حقيقة (إمّا ظاهرة كما في قوله تعالى: ﴿فَمَا رَبِحَت تِّجَٰرَتُهُمۡ﴾ [البقرة:١٦] أي: فما ربحوا في تجارتهم, وإمّا خفيّة) لا تظهَر إلاّ بعد نظر وتأمّل (كما في قولِك: سرّتني رؤيتك أي: سرّني الله عند رؤيتك وقولِه) أي: قولِ ابن المُعَذَّل[4]: يُرِيْنَا صَفْحَتَيْ قَمَرٍ * يَفُوْقُ سَنَاهُمَا الْقَمَرَا * (يَزِيْدُكَ وَجْهُهُ حُسْناً *
([1]) قوله: [لما مرّ إلخ] تعليل لوجوب وجود فاعل أو مفعول به للفعل في المجاز العقليّ إذا أسند ذلك الفعل إليه يصير الإسناد حقيقة. قوله لكن لا يلزم إلخ دفعٌ لتوهّم أنه يجب وجود الحقيقة بالفعل لكلّ مجاز. قوله لجواز إلخ تعليل لعدم لزوم وجود الحقيقة بالفعل لكلّ مجاز.
([2]) قوله: [كما أنّ المجاز الوضعيّ إلخ] دفعٌ لاستبعاد أن لا يكون للمجاز العقليّ حقيقة بالفعل, وحاصل الدفع أنه كما يجب في المجاز اللغَويّ أن يكون له موضوع له إذا استعمل فيه يصير حقيقة لكن لا يجب أن يكون له حقيقة بالفعل لجواز أن لا يستعمل في الموضوع له قطعاً كذلك يجب في المجاز العقليّ أن يكون له حقيقة أي: فاعل أو مفعول به إذا أسند إليه يصير حقيقة لكن لا يجب أن يكون له حقيقة بالفعل لجواز أن لا يُسنَد إلى ذلك الفاعل أو المفعول به قطعاً.