تِّجَٰرَتُهُمۡ﴾ أو قولِه: فَنَامَ لَيْلِىْ وَتَجَلَّى هَمِّيْ كان أدفع للشَغْب لأنّ قوله: نهاره صائم ممّا يُناقَش فيه بأنّ الاستعارة إنّما هي في ضميره المستتِر لا في نهاره [1] كالاستخدام في علم البديع لكنّ المُناقَشة في المثال ليست من دأب المُحصِّلين (و) يستلزم (أن لا يكون الأمر بالبناء) في قوله تعالى: ﴿يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا﴾ [المؤمن:٣٦] (لهامان) لأنّ المراد به حينئذٍ[2] هو العَمَلة أنفسهم وليس كذلك لأنّ النداء له والخطاب معه (و) يستلزم (أن يتوقّف نحو أنبت الربيعُ البقلَ ) و شفى الطبيبُ المريضَ و سرّتني رؤيتُك ممّا يكون الفاعل الحقيقيّ هو الله تعالى (على السمع) من الشارع لأنّ أسماء الله تعالى[3] توقيفيّة لا يُطلَق عليه اسم لا حقيقةً ولا مجازاً ما لم يَرِد به إذن الشارع, وليس كذلك لأنّ مثل هذا
[1] قوله: [لا في نهاره] فلا يكون المراد بالنهار فلان نفسه بل الزمان المخصوص فلا يلزم المحذور المذكور أعني إضافة الشيء إلى نفسه. قوله كالاستخدام إلخ أي: كما يكون في الاستخدام حيث يراد باللفظ معنى وبالضمير الراجع إليه معنى آخر. قوله لكنّ المُناقَشة إلخ جواب للمناقشة, وحاصله أنّ المناقشة في المثال ليست ممّا ينبغي أن يشتغل به المُحصِّلون لأنها لا تنفي ما قصد الخصم إثباتَه ولا تُثبِت ما قصد نفيَه لأنّ المثال إنّما يُذكَر للإيضاح لا للإثبات.
[2] قوله: [لأنّ المراد به حينئذٍ إلخ] أي: لأنّ المراد بـهامان حين إذ حمل الكلام على الاستعارة هو العَمَلةُ أنفسُهم فلا يكون الأمر بالبناء لهامان, وهذا دليل الملازمة. قوله وليس كذلك إشارة إلى بطلان اللازم من مذهبه. قوله لأنّ النداء إلخ دليل لبطلان اللازم, وحاصله أنه لو لم يكن الأمر بالبناء لهامان بل للعملة مع أنّ النداء له لزم أن يكون النداء لشخص والخطاب مع غيره وهو فاسد.
[3] قوله: [لأنّ أسماء الله تعالى إلخ] دليل الملازمة. قوله لا يُطلَق عليه اسم إلخ بيانٌ لمعنى كون أسمائه تعالى توقيفيّة. قوله وليس كذلك إشارة إلى بطلان اللازم. قوله لأنّ مثل هذا إلخ دليل لبطلان اللازم.