عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

التركيب صحيح شائع ذائع في كلامهم سُمِع من الشارع أو لم يُسمَع (واللوازم كلّها منتفية) كما ذكرنا[1] فينتفي كونه من باب الاستعارة بالكناية لأنّ انتفاء اللازم يوجب انتفاءَ الملزوم, وجوابه[2]: أنّ مبنى هذه الاعتراضات على أنّ مذهب السكّاكيِّ في الاستعارة بالكناية أن تَذكُر المشبّه وتُريد المشبّه به حقيقةً, وهذا وهم لظهور أن ليس المراد بالمنيّة في قولنا: مَخالبُ المَنيّة نشَبتْ بفلان السَبْع حقيقةً بل المراد الموت لكن بادّعاءِ السَبْعِيّة له وجعلِ لفظ المنيّة[3] مرادفاً للفظ السبْع ادّعاءً كيف وقد قال[4] السكّاكيّ في تحقيقه بأنا ندّعي اسم المنيّة اسماً للسبْع مرادفاً له بارتكاب تأويل وهو أنّ المَنيّة تُدخَل[5] في جنس السِباع


 



[1] قوله: [كما ذكرنا] فإنه قد بيّن بعد كلّ ملازمة دليل الملازمة وبطلان لازمها. قوله فينتفي إلخ أي: إذا انتفى اللوازم فينتفي الملزوم وهو كون المجاز العقليّ من باب الاستعارة بالكناية.

[2] قوله: [وجوابه إلخ] أي: والجواب من جانب السكّاكيّ إلخ, وحاصله أنه ليس مذهب السكّاكيّ في الاستعارة بالكناية أن يُذكَر المُشبَّه ويُراد به المُشبَّه به حقيقةً حتّى يرد الاعتراضات بل مذهبه فيها أن يُذكَر المُشبَّه ويُراد به المُشبَّه به بادّعاء أنّ المُشبَّه من أفراد المُشبَّه به, فيكون المراد بالعيشة صاحبَها بادّعاء أنّ العيشةَ نفسَها صاحبُها فلا يلزم ظرفيّة الشيء لنفسه, وبالنهار الصائمَ بادّعاء أنه صائم فلا يلزم إضافة الشيء إلى نفسه, وبضمير ابْنِ بانياً بادّعاء أنّ هامان بانٍ فلا يلزم أن لا يكون الأمر بالبناء له, وبالربيع قادراً مختاراً بادّعاء أنه قادر مختار فلا يلزم إطلاق الربيع على الله تعالى حتّى يتوقّف على السمع.

[3] قوله: [وجعلِ لفظ المَنيّة إلخ] عطفٌ على قوله ادّعاءِ السَبْعِيّة له وبيانٌ لمعنى ادّعاء السبْعيّة للموت ولا دخل له في دفع الاعتراضات فإنها مندفعة بمجرّد إرادة المشبّه به الادّعائيّ.

[4] قوله: [كيف وقد قال إلخ] أي: كيف يكون مذهب السكّاكيّ في الاستعارة بالكناية أن تَذكُر المشبّهَ وتُريد المشبَّه به حقيقةً وقد قال في تحقيق قولنا مَخالبُ المَنيّة نشَبتْ بفلان: أنا نَدّعِي اسم المَنيّة إلخ فإنه تصريح بأنّ المراد بالمنيّة الموت وأنّ مذهبه في الاستعارة بالكناية ما ذُكِر.

[5] قوله: [تُدخَل إلخ] وكيفيّة إدخالها فيه ادّعاءً أن يُجعل السبْع موضوعاً لما يغتال النفوسَ سواء كان في الهيكل المخصوص كالحيوان المفترس أو في غيره كالموت فيكون لفظ السبْع موضوعاً للموت ادّعاءً ومعلوم أنّ لفظ المنيّة موضوع له حقيقةً فيكون لفظا المنيّةِ والسبعِ كالمترادفَين مثل السيف والصارم.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400