عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

لأجل المُبالَغة في التشبيه, وقال أيضاً: المراد بالمَنيّة السبْع بادّعاءِ السبْعِيّة لها وإنكارِ أن تكون شيئاً غير سبع, وحينئذٍ يكون المراد[1] بعيشة صاحبَها بادّعاء الصاحبيّة لها وبالنهار الصائمَ بادّعاء الصائميّة له لا بالحقيقة حتّى يفسد المعنى وتبطل الإضافة, وأيضاً يكون الأمر بالبناء لهامان كما أنّ النداء له لكن بادّعاءِ أنه بانٍ وجعلِه من جنس العَمَلة لفرط المُباشَرة ولا يكون الربيع مُطلَقاً على الله تعالى حقيقةً حتّى يتوقّف على السمع إذ المراد به حقيقةً هو الربيع لكن بادّعاء أنه قادر مختار من أجل المبالغة في التشبيه وهذا ظاهر, نعم يرد على مذهبه في الاستعارة بالكناية اعتراض قويّ[2] نذكره في علم البيان إن شاء الله تعالى (ولأنه) أي: ما ذهب إليه السكّاكيُّ (ينتقض[3] بنحو نهاره صائم ) و ليله قائم وما أشبه ذلك ممّا يشتمل على ذكر الفاعل الحقيقيّ (لاشتماله على ذكر طرفي التشبيه) وهو مانع من


 



[1] قوله: [وحينئذٍ يكون المراد إلخ] شروع في التصريح بالجوابات عن اعتراضات المصـ بعد بيان مذهب السكّاكيّ في الاستعارة بالكناية, وقد ذكرناه تحت قوله وجوابه إلخ.

[2] قوله: [اعتراض قويّ إلخ] وهو أنّ لفظ المنيّة حينئذ يكون مستعملاً فيما وضع له على سبيل التحقيق فلا يندرج في الاستعارة التي هي مجاز, وادّعاءُ السبْعِيّة للمنيّة لا يجدو نفعاً لأنّ ذلك لا يُخرِجها عن كونها موضوعاً لها لفظُ المنيّة تحقيقاً, ويجاب عن ذلك بأنّ ما ليس خارجاً عن الموضوع له إذا اعتبر معه أمر خارج صار خارجاً عن الموضوع له فيكون لفظ المنيّة مستعملاً في غير ما وضع له, وخلاصته أنّ المراد بالمنيّة الموت مع وصف السبْعِيّة وذلك غير موضوع له لاعتبار أمر خارج مع الموضوع له.

[3] قال: [ولأنه ينتقض إلخ] اعلم أنه استدلّ السكّاكيّ فيما ذهب إليه بأنّ كلّ مجاز عقليّ عند القوم فهو ذكر المشبَّه وإرادة المشبَّه به بواسطة القرينة وكلّ ما هذا شأنه فهو استعارة بالكناية, فما مرّ من قول المصـ: وفيه نظر إلخ كان منعاً لصغرى القياس مستنداً باستلزامه المحالَ, وما هنا من قوله ولأنه ينتقض إلخ نقض إجماليّ له بالتخلّف بأنّ دليله يجري في المجاز العقليّ الذي ذكر فيه الطرفان ولا استعارة بالكناية فيه لأنّ ذكر الطرفين مانع من حمل الكلام على الاستعارة باعتراف السكّاكيّ.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400