عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

عَلاَ[1] فَأَصْبَحَ يَدْعُوْهُ الْوَرَى مَلِكَا * وَرَيْثَمَا فَتَحُوْا عَيْناً غَدَا مَلَكَا * وهو السلطان الغازي المجاهد في سبيل الله, معزّ الخلق والدُّنيا والدين, غِياث[2] الإسلام ومُغيث المسلمين, أبو الحسين محمد كَرْتْ لا زالت أقطارُ الأرض مُشرِقةً بأنوار معدلته, وأغصانُ الخيرات مُوْرِقةً بسحائب رأفته, وهو الذي صرف عِنان العناية[3] نحو حماية الإسلام, وشيّد بنيان الهداية أثَر ما أشرف على الانهدام, وأمطر على العالمين سحائب الإفضال والإنعام, وخصّ من بينهم العالِمين بمزيد الإشبال والإكرام. شعر: أَقَامَتْ[4] فِي الرِّقَابِ لَهُ أَيَادٍ * هِيَ الأطْوَاقُ


 



[1] قوله: [عَلاَ إلخ] من العلاء وهو الارتفاع في الشرف والضمير للخليفة. قوله فَأَصْبَحَ إلخ أي: فصار الخليفة يسمّيه الناس ملِكاً. قوله وَرَيْثَ ظرف لغو ومَا مصدريّة أي: ساعة فتحهم عيناً, ولا يخفى ما فيه من اللطافة حيث يجوز أن يراد بفتح العين المعنى اللغَويّ وهو پلکِ چشم وا کردن والمعنى: أنّ الممدوح ملِك من الأناس لكن إن فتح الناس أعينهم وتفكّروا في صفاته لظنّوا أنه ملَك من الملائكة فهو ملِك ذاتاً وملَك صفةً, ويجوز أن يراد المعنى الاصطلاحيّ أي: إن فتحوا عين كلمة ملِك صار ملَكاً.

[2] قوله: [غِياث] اسم من أغاثه إغاثة, أصله غِواث, وكَرْتْ بفتح الكاف وسكون الراءِ والتاءِ لقب دالّ على التعظيم في عرفهم. والأقطار جمع قطر وهو الناحية, وإضافة الأنوار والأغصان والسحائب تشبيهيّة بيانيّة من قبيل لجين الماء أو شبّه عدله بالشمس وخيراته بالشجر ورأفته بالسماء مكنيّة وأثبت للأوّل الأنوار وللثاني الأغصان وللثالث السحائب تخييلاً.

[3] قوله: [صرف عِنان العناية إلخ] الإضافة في عِنان العناية وبنيان الهداية تشبيهيّة بيانيّة. قوله أثَر ما أشرف أي: عقيب القرب فـما مصدريّة, والإمطار من المطر, والسحائب جمع السحابة وإضافته إلى الإفضال تشبيهيّة وعطف الإنعام عليه تفسيريّ. قوله بمزيد الإشبال من إضافة الصفة إلى الموصوف أي: بالإشبال الزائد, والإشبال الشفقة وعطف الإكرام عليه تفسيريّ.

[4] قوله: [أَقَامَتْ إلخ] أي: دامت, واللام في الرقاب عوض عن المضاف إليه, والأيادي النِعَم, والأطواق جمع الطوق وهو ما استدار بالشيء, والحَمام جنس يشمل الطائر المعروف كالفاختة وغيره لكن العرف خصّه بالمعروف والمعنى: دامت نِعم الممدوح في رقاب الناس كالأطواق في أعناق الحمام فكما لا يزول الأطواق من أعناق الحمام كذلك لا يزول نعمه من رقاب الناس.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400