فكأنّ المعنى خادعتْه عن نفسه وفعلتْ فِعلَ المُخادِع[1] بصاحبه عن الشيء الذي لا يريد أن يُخرجِه من يده يحتال عليه أن يغلبه ويأخذه منه, وهي عبارة عن التمحّل لمُواقَعته إيّاها, فالكلام مَسوق لنزاهةِ يوسف[2] وطهارةِ ذيله والمذكور أدلّ عليه من امرأة العزيز أو زليخا لأنّ كونَه في بيتها ومولى لها يُوجِب قوّة تمكّنها من المُراوَدة ونَيلِ المراد فإباؤُه عنها وعدمُ الانقياد لها يكون غايةً في النزاهة عن الفحشاء, وقيل: معناه[3] زيادة تقرير المسند لأنّ كونه في بيتها زيادة تقرير للمراودة لما فيه من فرط الاختلاط والألفة, وقيل: بل تقرير المسند إليه[4] وذلك لإمكان وقوع الاشتراك في زليخا و امرأة العزيز
[1] قوله: [وفعلتْ فِعلَ المُخادِع إلخ] عطف تفسير لقوله خادعتْه عن نفسه, وفيه إشارةٌ إلى أنّ المفاعلة ليست على بابها وإلى أنه لم يتحقّق المخادعة حقيقةً إذ لم يحصل ما كانت تريده. قوله عن الشيء أي: لأجل الشيء الذي لا يريد صاحبُه أن يُخرِجه من يده. قوله يحتال عليه إلخ جملة مبيِّنة لقوله فعلتْ فِعلَ المُخادِع ولذا ترك العاطف أي: يحتال المُخادِع على صاحبه أن يغلبه ويأخذ ذلك الشيء من صاحبه. قوله وهي عبارة إلخ أي: والمُخادعَة عبارة عن الاحتيال لمجامعة يوسف زليخا.
[2] قوله: [فالكلام مَسوق لنزاهةِ يوسف إلخ] شروع في تطبيق المثال بالممثَّل له. قوله والمذكور وهو تعريف المسند إليه بإيراده موصولاً أي: قوله التي هو في بيتها. قوله أدلّ عليه إلخ أي: أدلّ على ما سيق لأجله الكلام من تعريف المسند إليه بإيراده مُعرَّفاً بالإضافة أو علَماً. قوله لأنّ كونَه في بيتها إلخ تعليل لكون المذكور أدلّ على المقصود من امرأة العزيز أو زليخا.
[3] قوله: [وقيل: معناه إلخ] أي: وقيل معنى قول المصـ أو زيادةِ التقرير زيادة تقرير المسند وهو في الآية المراودة. قوله لأنّ كونه إلخ تعليل لكون زيادة تقرير المراودة في إيراد المسند إليه موصولاً.
[4] قوله: [وقيل: بل تقرير المسند إليه إلخ] أي: وقيل بل معنى قولِ المصـ المذكورِ زيادة تقرير المسند إليه وفي الآية كذلك إذ لو قيل زليخا أو امرأة العزيز أمكن أن يقع الاشتراك اللفظيّ فيه فلا يتقرّر المسند إليه ولا يتعيّن فيهما مثلَ تقرّره وتعيّنه في التي هو في بيتها فإنها مشخّصة لا اشتراك فيها.