عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

حتّى تكلّفوا ما تكلّفوا [1] ويُعلَم ممّا ذكرنا من تقرير كلامه [2] أنّ عود الضمير في قوله وقد يأتي إلى المعرَّف بلام الحقيقة أولى من عوده إلى مطلق المعرَّف باللام كما يُشعِر به ظاهر لفظ "الإيضاح" [3] ولكون هذا المعرَّف [4] في المعنى كالنكرة يُعامَل معاملةَ النكرة كثيراً فيُوصَف بالجُمَل كقوله: وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيْمِ يَسُبُّنِيْ, وفي التنزيل [5] : ﴿كَمَثَلِ ٱلۡحِمَارِ يَحۡمِلُ أَسۡفَارَۢا﴾ [الجمعة:٥] على أنّ يَحْمِلُ صفة لـ الحمار , وفيه: ﴿إِلَّا ٱلۡمُسۡتَضۡعَفِينَ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَآءِ وَٱلۡوِلۡدَٰنِ لَا يَسۡتَطِيعُونَ﴾ [النساء:٩٨] على أنّ قوله لا يستطيعون صفة لـ المستضعفين


 



[1] قوله: [حتّى تكلّفوا ما تكلّفوا] حيث قالوا إنّ اللام فيه للإشارة إلى نفس المفهوم والفرديّةُ إنّما جاءت من خارج وإنّ علَم الجنس موضوع للماهيّة المتّحدة المعهودة في الذهن بخلاف اسم الجنس.

[2] قوله: [من تقرير كلامه إلخ] بيانٌ لـ½ما¼, وحاصل تقريره أنّ المعرَّف الذي هو في المعنى كالنكرة هو المعرَّف بلام الحقيقة وإنّما أطلق على فرد منها لوجود الحقيقة فيه فاللفظ مستعمل في الحقيقة والبعضيّة مستفادة من خارج, فإذا عاد ضمير ½وقد يأتي¼ إلى المعرَّف بلام الحقيقة فُهِم أنّ المعهود الذهنيّ مندرج تحت المعرَّف بلام الحقيقة كما هو الحقّ, وإن عاد إلى مطلق المعرَّف باللام كان الكلام صحيحاً لكنه قاصر عن إفادة معنى الاندراج فيكون الأوّل أولى.

[3] قوله: [كما يُشعِر به ظاهر لفظ "الإيضاح"] حيث قال فيه: ½والمعرَّف باللام قد يأتي لواحد باعتبار عهديّته في الذهن¼ فإنه ظاهر في أنّ ضمير ½قد يأتي¼ عائد إلى مطلق المعرَّف باللام, وإنّما قلنا ½ظاهر¼ لاحتمال أن تكون اللام في اللام في قوله ½باللام¼ إشارة إلى لام الحقيقة.

[4] قوله: [ولكون هذا المعرَّف إلخ] تعليل لكون المعرَّف المذكور في المعنى كالنكرة. قوله ½كثيراً¼ المراد بالكثرة هنا الكثرة في نفسه لا بالنسبة إلى معاملته معاملة المعرفة. قوله ½فيُوصَف بالجُمَل إلخ¼ تفصيلٌ لمعاملته معاملة النكرة. قوله ½وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيْمِ يَسُبُّنِيْ¼ فقوله ½يَسُبُّنِيْ¼ جملة وقعت صفة لـ½اللئيم¼ المعرَّف بلام العهد الذهنيّ, وحملُها على الحال وتقييدُ المرور بوقت مخصوص ليس بجيِّد.

[5] قوله: [وفي التنزيل إلخ] أي: إن قيل إنّ الشعر ليس ممّا يستشهد به, قلنا مثلُ هذا واقع في التنزيل العزيز إلخ. قوله ½على أنّ إلخ¼ أي: الاستشهاد بالآية على تقدير أن يكون ½يَحْمِلُ أَسْفَاراً¼ صفة لـ½الحمار¼, وأمّا على تقدير أن يكون حالاً فليس ممّا نحن فيه, وقِس عليه قولَه ½على أنّ قوله إلخ¼.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400