أو لـ الرجال والنساء والولدان , لأنّ الموصوف [1] وإن كان فيه حرف التعريف فليس لشيء بعينه كذا في "الكشّاف", وهو صريح [2] في أنّ اللام في المستضعفين حرف تعريف كما سنذكره عن قريب, وإن كان اسماً موصولاً يصحّ هذا أيضاً [3] لأنّ الموصول أيضاً يعامل معاملة هذا المعرَّف كما ذكره [4] صاحب "الكشّاف" أنّ ﴿ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ﴾ [الفاتحة:٦] لا توقيت فيه فهو كقوله: وَلَقَدْ أَمُرُّ عَلَى اللَّئِيْمِ, فيصحّ أن تقع النكرة أعني قوله: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ﴾ وصفاً له, فإنْ قلتَ [5] المعرَّفُ بلام الحقيقة وعلَمُ الجنس إذا أُطْلِقا على واحد كما في نحو ادخل السوق و رأيتُ أسامة مُقبِلةً أ حقيقة هو أم مجاز؟ قلتُ بل حقيقة [6]
[1] قوله: [لأنّ الموصوف إلخ] تعليل لوقوع الجملة التي هي في حكم النكرة صفةً للمعرَّف المذكور.
[2] قوله: [وهو صريح إلخ] دفعٌ لدخلِ أنّ اللام في ½المستضعفين¼ ليست بحرف التعريف لأنه اسم الفاعل واللام الداخلة عليه اسم موصول, فلا يصحّ الاستشهاد بالآية على ما أنتم فيه, وحاصل الدفع ظاهر.
[3] قوله: [وإن كان اسماً موصولاً يصحّ هذا أيضاً] ليس لهذا الكلام دخل في المقصود, وإنّما جاء به لدفع ما يُوهِم قوله السابق من أنّ صحّة كون ½لا يستطيعون¼ صفة لـ½المستضعفين¼ مبنيّة على كون اللام فيه حرفَ التعريف, وحاصل الدفع أنه إن كان اللام فيه اسماً موصولاً فأيضاً يصحّ أن يكون ½لا يستطيعون¼ صفةً له لأنّ الموصول أيضاً يعامل معاملة المعرَّف بلام العهد الذهنيّ.
[4] قوله: [كما ذكره إلخ] استشهادٌ على أنّ الموصول أيضاً يعامل معاملة المعرَّف بلام العهد الذهنيّ. قوله ½لا توقيت فيه¼ أي: لا تعيّن فيه يقال: ½وقّت¼ إذا حدّد وعيّن, وحاصل ما ذكره أنه لم يُرَد بقوله تعالى: ﴿ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ﴾ قوماً بأعيانهم كالنبيّين والصدّيقين فصحّ توصيفه بلفظ ½غير¼ في قوله تعالى: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ﴾ مع كونه نكرة وإن كان مضافاً إلى المعرفة لتوغُّله في الإبهام.
[5] قوله: [فإنْ قلتَ إلخ] استفسار محض. قوله ½كما في نحو إلخ¼ فإنّ كُلاًّ من ½السوق¼ و½أسامة¼ هنا مُطلَق على واحد بقرينة الدخولِ في الأوّل والإقبالِ في الثاني.
[6] قوله: [قلتُ بل حقيقة إلخ] أي: قلتُ ليس هو بمجاز بل هو حقيقة. قوله ½إذ لم يُستعمَل إلخ¼ تعليل لكونه حقيقة, والدليل بنمط القياس الاقترانيّ والمذكور صغرى القياس والكبرى مطويّة أي: كلٌّ منهما قد استعمل فيما وضع له وكلّ ما كذلك فهو حقيقة فإطلاقه على الواحد حقيقة.