عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

ما يقابله, وهذا المعنى غير مناسب للمقام [1] فهذا الكلام [2] صريح في أنّ وهنت العظام يفيد شمول الوهن لكلّ من العظام بحيث لا يخرج منه البعض, وكلام "المفتاح" صريح في أنه يصحّ وهنت العظام باعتبار وهن بعض العظام دون كلّ فرد فالتنافي بين الكلامَين واضح, وتوهّم بعضهم [3] أنه لا منافاة بينهما بناءً على أنّ مراد [4] صاحب "الكشّاف" أنه لو جمع لكان قصداً إلى أنّ بعض عظامه ممّا لم يُصِبه الوهن ولكن الوهن إنّما أصاب الكلّ من حيث هو كلّ والبعض بقِي خارجاً كالواحد والاثنَين, ومنشأ هذا التوهّم سوءُ الفهم [5]


 



[1] قوله: [وهذا المعنى غير مناسب للمقام] لأنّ المقام مقام التضرّعِ وإظهارِ العجز والضعف, فالمناسب له أن يقال: إنّ الوهن قد أصاب لما هو قِوامُ البدن وأشدُّ ما تركَّب منه الجسد؛ فإنه يُقصَد من هذا المعنى إلى إظهار إصابة الوهن لسائر الجسد ففيه كمال التضرّعِ وإظهارِ الضعف, ولا يناسب أن يقال: إنّ الوهن قد أصاب كلَّ العظام ولم يخرج منه واحد منها؛ لأنه يُقصَد منه إلى دفع الشكّ في الشُمول.

[2] قوله: [فهذا الكلام إلخ] تمهيدٌ للردّ على الزوزنيّ حيث نفى المنافاةَ بين الكلامَين كما صرّح به الشارح بقوله: ½وتوهّم بعضهم إلخ¼, أي: فقول "الكشّاف": ½ولو جمع لكان القصد إلى معنى آخر وهو أنه لم يَهِن منه بعض عظامه ولكن كلّها¼ صريحٌ في أنّ إلخ. قوله ½وكلام "المفتاح" إلخ¼ أي: قوله: ½لصحّة حصول وهن المجموع بوهن البعض دون كلّ فرد¼ صريحٌ في أنّ إلخ. قوله ½فالتنافي بين الكلامَين واضح¼ أي: فمن ذهب إلى أنه لا منافاة بينهما فمِن سوءِ الفهم وقلّةِ التدبّر في الكلام.

[3] قوله: [وتوهّم بعضهم] وهو العلاّمة الزوزنيّ, ومبنى هذا التوهّم حمل لفظ ½كلّها¼ في قول "الكشّاف" على معنى مجموعها فيكون معناه: أنه لو جمع لكان القصد إلى أنّ مجموع العظام من حيث هو مجموع أصابه الوهن وأنّ بعض عظامه ممّا لم يصبه الوهن. قوله ½لا منافاة بينهما¼ أي: وإن كان بينهما فرق من جهةِ أنه حمل صاحب "المفتاح" اللامَ في ½العظم¼ على الاستغراق وصاحب "الكشّاف" على الجنس.

[4] قوله: [بناءً على أنّ مراد إلخ] حاصله أنّ مراده بقوله ½ولو جمع إلخ¼ أنه لو جاء بالجمع وقال ½وهن العظام¼ لكان القصد إلى أنّ مجموع العظام من حيث هو مجموع أصابه الوهن وأمّا بعض العظام الذي لم يصبه الوهن فقد بقي خارجاً كالواحد والاثنَين, وهذا هو حاصل كلام "المفتاح" أيضاً فلا منافاة بينهما.

[5] قوله: [سوءُ الفهم إلخ] لأنّ مراده بقوله ½كلّها¼ كلّ فرد لا المجموع, فحمله على المجموع توجيه القول بما لا يرضى به القائل. قوله ½وذلك¼ أي: كونُ سوءِ الفهم وقلّةِ التدبّر منشأً لهذا التوهّم. قوله ½لأنّ إفادة إلخ¼ خبرُ ½ذلك¼. قوله ½تعلُّقَ¼ مفعول للإفادة. قوله ½ممّا هو مقرَّر إلخ¼ خبر ½أنّ¼.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400