عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

ولفظ أوتي تنبيه[1] على أنه من عند ربّه لا من عند نفسه, وترك الفاعل لأنّ هذا الفعل لا يصلح إلاّ لله (وفصلَ الخطاب) إشارة إلى المعجزة[2] لأنّ الفصل التمييز ويقال للكلام البيِّن فصل بمعنى مفصول, ففصل الخطاب البيّن من الكلام المُلخَّص الذي يتبيّنه[3] من يخاطب به ولا يلتبس عليه أو بمعنى فاصل أي: الفاصل من الخطاب الذي يفصل بين الحقّ والباطل والصواب والخطأ, ثُمّ دعا لمن عاون الشارع[4] في تنفيذ الأحكام وتبليغها إلى العباد بقوله: (وعلى آله) أصله أهل [5] بدليل أهيل , خصّ استعماله في الأشراف


 



[1] قوله: [ولفظ أوتي تنبيه إلخ] يعني أنّ في لفظ الإيتاء تنبيهاً على أنه ليس من عند نفسه ومعلوم أنه لا يصلح لهذا الفعل غيره تعالى فيكون منه تعالى. قوله وترك الفاعل إلخ دفع لما يتوهّم أنّ اللائق للتنبيه المذكور التصريح بالفاعل, وحاصل الدفع أنّ في عدم التصريح به نكتةً أخرى وهي الإشارة إلى أنّ هذا الفعل لا يصلح لغيره تعالى فحذف الفاعل لتعيّنه.

[2] قوله: [إشارة إلى المعجزة] لأنّ فصل الخطاب يشتمل على القرآن وهو معجزة, وليس المراد أنّ كلّ فصل الخطاب معجزة لعدم إعجاز ما سوى القرآن, وليس أنّ المراد بفصل الخطاب هو القرآن لعدم صحّة المعنى لأنه يقتضي أنّ جميع الأنبياء أوتوا القرآن وهو كما ترى. قوله لأنّ الفصل إلخ دليل لقوله إشارة إلى المعجزة وحاصله أنّ الفصل في اللغة التمييز ويقال للكلام الواضح فصل بمعنى مفصول أو بمعنى فاصل وكلا المفهومين صادق على القرآن وهو المعجزة.

[3] قوله: [يتبيّنه] أي: يفهمه, إن قيل الفصل بهذا المعنى كيف يتناول القرآن وفيه متشابهات لا يتبيّنها أحد إلاّ الله على ما هو مذهبنا وهو الوقف اللازم على قوله تعالى: ﴿وَمَا يَعۡلَمُ تَأۡوِيلَهُۥٓ إِلَّا ٱللَّهُۗ[آل عمران:٧], قيل تنزيلها لابتلاء قلوب الراسخين وليس للإفهام. قوله أو بمعنى فاصل عطف على قوله بمعنى مفصول.

[4] قوله: [ثمّ دعا لمن عاون الشارع إلخ] إشارة إلى وجه عقليّ لتعرّض الصلاة على الآل والأصحاب.

[5] قوله: [أصله أهل] أبدلت الهاء همزة والهمزة ألفاً. قوله بدليل أهيل وجه الدلالة أنّ التصغير يردّ الشيء إلى أصله. قوله خُصّ إلخ يعني أنّ الآل والأهل وإن كان بمعنى إلاّ أنّ بينهما فرقاً في الاستعمال وهو أنّ الآل إنّما يضاف إلى العقلاء أولي الخطر والأهل أعمّ فلا يقال آل الحجّام أو آل الإسلام بل أهله. والشرف علوّ الحسب فقوله ومن له خطر دفع لتوهّم تخصيص الأشراف بعلوّ الحسب.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400