عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

الحالة المقتضِية لذكر المسند إليه فهي أن يكون الخبر عامَّ النسبة إلى كلّ مسند إليه والمراد تخصيصه لمعيّن , وهذا سديد[1] لكن في بيان كون التقديم مفيداً لزيادة التخصيص نوع خَفاء (عبد القاهر) أورد[2] في "دلائل الإعجاز" كلاماً حاصله ما أشار إليه المصنّف بقوله: (وقد يقدّم) المسند إليه (ليفيد) التقديم (تخصيصَه بالخبر الفِعليّ) أي: قصرَ الخبر الفِعليّ عليه[3] والتقييد بالفعليّ ممّا يفهم من كلام الشيخ وإن لم يصرّح به, وصاحب "المفتاح" قائل بالحصر فيما إذا كان الخبرُ من المشتقّات نحو: ﴿وَمَآ أَنتَ عَلَيۡنَا بِعَزِيزٖ[هود:٩١] (إن وَلِيَ حرفَ النفْي) أي: إن كان المسند إليه بعد حرف النفْي بلا فصل[4] من


 



[1] قوله: [وهذا سديد إلخ] أي: القول بأنّ المراد التخصيص الذكريّ سديد صالح للجواب, لكن في بيان كون تقديم المسند إليه مُفيداً لزيادة التخصيص نوع خَفاء؛ وذلك لأنّ التخصيص الذكريّ حاصل بلا تفاوت في صورتي التقديم والتأخير, وأجيب أنّ هذا التخصيص ليُستفاد في صورة تأخير المسند إليه فإذا قُدِّم المسند إليه زاد هذا التخصيص لتعلّق الخبر العامّ به مرّتين, ويُمكِن أن يجاب بأنّ إضافة الزيادة إلى التخصيص بيانيّة لأنّ التخصيص أمر زائد على كون التقديم أصلاً في المسند إليه.

[2] قوله: [أورد إلخ] أشار به إلى أنّ عبد القاهر في المتن مبتدأ خبره فعل محذوف, ويجوز جعله فاعل فعل محذوف فيكون المحذوف على هذا مفرداً وعلى الأوّل جملةً.

[3] قوله: [أي: قصرَ الخبر الفِعليّ عليه] أي: على المسند إليه, وهذا التفسير إشارة إلى أنّ الباء داخلة على المقصور. قوله والتقييد بالفعليّ إلخ بيانٌ لفائدة العبارة أي: وتقييد المصـ الخبر بالفعليّ وإن لم يصرِّح به الشيخ لكنه مفهوم من كلامه فاندفع المطالبة بتصحيح هذا النقل, وأمّا السكّاكيّ فهو مخالف للشيخ في اشتراط كون الخبر فعلاً فإنه قائل بالحصر فيما إذا كان من المشتقّات, وهذا هو الحقّ.

[4] قوله: [بعد حرف النفْي بلا فصل] فيه إشارةٌ إلى معنى الوَلْي. قوله من قولهم إلخ استشهادٌ على ما أشار إليه من معنى الوَلْي أي: كلمة وَلِيَ مأخوذة من قول العرب: فُلاَنٌ وَلِيَكَ أي: قرُب منك, فدلّ ذلك على أنه يجب أن لا يكون بين حرف النفْي وبين المسند إليه الواقع بعده فاصل, وإن لم يَلِ المسند إليه حرفَ النفْي بأن لا يكون في الكلام نفْي أصلاً نحو أنا قلتُ هذا, أو يكون المسند إليه مقدَّماً على النفْي والفعل جميعاً نحو أنا ما قلتُ هذا فقد يكون التقديم للتخصيص وقد يكون للتقوّي.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400