عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

السّمع إذا أدّي بنَغَم غير متناسبة وصوت منكَر, وكم من لفظ غير فصيح يستلذّ إذا أدّي بنغم متناسبة وصوت طيّب, وليس بشيء[1] للقطع باستكراه الجرشّى دون النفس سواء أدّي بصوت حسن أو غيره وكذا جفخت و ملع دون فخرت و علم , الرابع أنّ مثل ذلك[2] واقع في التنزيل كلفظ ضِيْزَى و دُسُر ونحو ذلك, وفيه أيضاً بحث[3]


 



[1] قوله: [وليس بشيء إلخ] ردّ على توجيه الخلخالي, وحاصله أنّا لا نسلِّم أنّ الكراهة وعدمها راجعان إلى الصوت إذ لو كان كك للزم أن يكون الجرشّى غيرَ كريه إذا أدّي بصوت حسن والنفس كريهاً إذا أدّي بصوت قبيح مع أنّا نقطع باستكراه الأوّل دون الثاني في الصورتين, وكذا نقطع باستكراه جفخت وملع دون فخرت وعلم سواء أدّيت هذه الكلمات بصوت حسن أو قبيح.

[2] قوله: [الرابع أنّ مثل ذلك إلخ] حاصل هذا التوجيه أنه لا وجه لقيد الخلوص عن الكراهة في السمع في تعريف فصاحة المفرد لأنها ليست بمخلَّة بالفصاحة إذ لو كانت مخِلّة بها للزم اشتمال القرآن الكريم على كلمات غير فصيحة لوقوع مثل ذلك فيه كلفظ ضِيْزَى ودُسُر واللازم باطل فكذا الملزوم, ثمّ ضيزى من ضَازَه يَضِيْزُه أي: ظلمه, وأصله ضُيْزَى كـطُوْبَى فكسر الفاء ليسلم الياء, ودُسُر جمع دِسَار وهي خيوط تشدّ بها ألواح السفينة وقيل هي المسامير.

[3] قوله: [وفيه أيضاً بحث إلخ] حاصل هذا البحث أنّ وقوع مثل ضِيْزَى ودُسُر في القرآن المجيد لا يدلّ على عدم كون الكراهة في السمع من أسباب الإخلال بالفصاحة لجواز أن يمنع سببَ الإخلال عن السببيّة مانعٌ كالتناسب مع كلمة أخرى فيصير اللفظ فصيحاً مع وجود سبب الإخلال فيه كما قيل في يُبْدِئُ إنه فصيح لوقوعه بمقابلة يُعِيْدُ وتناسبه معه مع تحقّق سبب الإخلال بالفصاحة وهو كونه غير مأنوس الاستعمال, يعني فالملازمة المذكورة في التوجيه ممنوعة.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400