فاعل الظرف أعني لَهَا لاعتماده على الموصوف, والضمائر كلّها لـ سَبُوْحٌ يعني أنّ لها من نفسها علاماتٍ شاهِدةً على نَجابتها (و) تتابع الإضافات مثل (قوله) أي: ابن بابك[1] (حَمَامَةَ جَرْعَى حَوْمَةِ الْجَنْدَلِ اسْجَعِيْ) ففيه إضافة حَمَامَةَ إلى جَرْعَى وهي أرضٌ ذاتُ رمل مستويةٌ لا تُنبِت شيئاً تأنيث الأجرع قصرها للضرورة وإضافة جَرْعَى إلى حَوْمَةِ وهي معظَّم الشيء وإضافة حَوْمَةِ إلى الْجَنْدَلِ وهي أرض ذات حجارة[2] والسجع هدير الحمام[3] ونحوه, وتمامه: فَأَنْتِ بِمَرْأًى مِنْ سُعَادَ وَمَسْمَعِ, أي: بحيث تراكِ[4] سُعاد
[1] قوله: [ابن بابك] وهو عبد الصمد بن منصور بن الحسن بن بابك, من شُعَراء الدولة العبّاسيّة. قوله حَمَامَةَ منادى محذوف حرف النداء. قوله ففيه إضافة إلخ تطبيق المثال بالممثَّل له مع حلّ بعض اللغات. قوله قصرها للضرورة دفع إشكال مقدَّر وهو أنّ تأنيث الأجرع جرعاء بالمدّ كأحمر وحمراء لا جرعى بالقصر, وحاصل الدفع أنّ قصرها لضرورة الوزن وإلاّ فالأصل جرعاء بالمدّ.
[2] قوله: [وهي أرض ذات حجارة] في "الصحاح" الجَنْدَل الحجارة, والجَنَدِل بفتح النون وكسر الدال الموضع ذو الحجارة, فما ذكره الشارح لا يوافقه إلاّ أن يتكلّف بأنه بيان للمراد على التجوّز بذكر الحال وإرادة المحلّ, أو يقرأ بكسر الدال وتسكين النون لضرورة الشعر. "حاشية عبد الحكيم".
[3] قوله: [هدير الحمام] يقال هدر الحمام هديراً أي: صوّت. قوله ونحوه كالبلبل. قوله وتمامه إلخ بيان للشطر الثاني تكميلاً للبيت وتمهيداً لبيان معناه الصحيح ردًّا على من أخطأ فيه.
[4] قوله: [أي: بحيث تراكِ إلخ] بيان للمعنى الصحيح له عند الشارح. قوله يقال إلخ تأييد بالنقل لما ذكره من معنى الشطر الثاني, يعني أنّ كلام "الصحاح" هذا يدلّ على أنّ مدخول مِنْ في مثل هذا التركيب فاعل الرؤية والسَماع, ففيه ردّ على العلاّمة الزوزني حيث قال إنّ معناه: فأنتِ بحيث ترين سعاد وتسمعين كلامَها, بأنه خلاف استعمال اللغة.