عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

كقوله: يَا عَلِيُّ[1] بْنَ حَمْزَةَ بْنِ عُمَارَةَ * أَنْتَ وَاللهِ ثَلْجَةٌ فِيْ خِيَارَةٍ, ثُمّ قال الشيخ لا شكّ في ثقل ذلك في الأكثر[2] لكنّه إذا سلم من الاستكراه ملح ولطف كقوله: وَظَلَّتْ تُدِيْرُ[3] الْكَأْسَ أَيْدِيْ جَآذِر * عِتَاقِ دَنَانِيْرِ الْوُجُوْهِ مِلاَح, ومنه الإطِّراد[4] المذكور في علم البديع كقوله[5]: بِعُتَيْبَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ شِهَابٍ, وما أورد[6] المصنّف في "الإيضاح" من كلام


 



[1] قوله: [يَا عَلِيُّ إلخ] ففيه إضافات متداخلة وهو في مقام الهَجاء. قوله ثَلْجَةٌ فِيْ خِيَارَةٍ الخِيارة القِثّاء, والكلام على القلب أي: خِيارة في ثلجة, وَصَفه بالبرودة لأنّ الخِيار بارد بالطبع وإذا وضع في الثلج تضاعف بالبرودة, وروي خَبارة وهي أرض ذات رخوة, وعلى هذا وَصَفه بالضعف لأنّ الثلج إذا وضع في الأرض الليِّنة أسرع في الاضمحلال, والمقصود على التقديرين ذمّ عليّ بن حمزة بعدم النفع.

[2] قوله: [في ثقل ذلك في الأكثر] أي: في ثقل تتابع الإضافات في أكثر المواضع. قوله من الاستكراه أي: من استكراه الذوق السليم بأن لا يكون مؤدِّياً إلى الثقل. قوله ولطف عطف تفسير.

[3] قوله: [وَظَلَّتْ إلخ] أي: دامت, وتُدِيْرُ من الإدارة, وجَآذِر جمع جُوذَر وهو ولد البقرة, وعِتَاقِ صفة للجآذر, جمع عتيق بمعنى جميل, ودنانير الوجوه من قبيل لُجَين الماء أي: وجوه كالدنانير في الصفاء واللمعان, ومِلاَحٍ صفة ثانية للجآذر, جمع مليحة بمعنى لطيفة, وموضع الاستشهاد قوله عِتَاقِ دَنَانِيْرِ الْوُجُوْهِ ففيه إضافات متداخلة مترتِّبة متواصلة ومع ذلك هو مليح لطيف لسلامته من الاستكراه.

[4] قوله: [ومنه الاطِّراد إلخ] أي: ومن تتابعِ الإضافات المليحِ اللطيفِ لسلامته من الاستكراه الاطِّرادُ المذكور في علم البديع وهو أن يؤتى باسم الممدوح وغيره مضافاً إلى آبائه وأجداده على ترتيب وجودهم وولادتهم من غير تكلّف في السبك حتّى تكون الأسماء في تحدّرها كالماء الجاري.

[5] قوله: [كقوله إلخ] أي: قول ربيعة بن أبي ذُواب, وصدره: وَإِنْ يَقْتُلُوْكَ فَقَدْ ثَلَلْتُ عُرُوْشَهُمْ, كان قوم عتيبة قتلوا ابنَ ربيعة فقتل ربيعةُ عتيبةَ مكان ولده, وقال مخاطِباً لولده المقتول: إن يقتلوك فقد هدمت ملكهم بسبب قتل عتيبة منهم, والغرض التسلِّي ودفع الحسرة.

[6] قوله: [وما أورد إلخ] تمهيد للاعتراض الآتي بقوله لا يقال إلخ. قوله من كلام الشيخ بيان لـما, والمراد بكلام الشيخ ما ذكره الشارح سابقاً بقوله قال الشيخ إلى قوله ومنه الاطّراد. قوله مُشعِرٌ خبر ما. قوله بأنه جَعَل أي: بأنّ المصـ جَعَل. قوله كما في البيت في عتاق دنانير الوجوه.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400