عنوان الكتاب: المطول مع حاشية المؤول

الشيخ مُشعِرٌ بأنه جَعَل تتابعَ الإضافات أعمّ من أن يكون مترتِّبةً لا يقع بين المضافين شيء غير مضاف كما في البيت أو غير مترتِّبة كما في الحديث, وأنه أورد الحديث[1] مثالاً لكثرة التكرار وتتابع الإضافات جميعاً, وأنه أراد بتتابع الإضافات ما فوق الواحد, لا يقال[2]: إنّ مَن اشترط ذلك أراد تتابعَ الإضافات المترتّبة وكثرةَ التكرار بالنسبة إلى أمر واحد كما في البيتين والحديث سالم عن هذا, لأنا نقول[3] هما أيضاً إن أوجبا ثقلاً وبشاعة فذاك وإلاّ فلا جهة لإخلالهما بالفصاحة, كيف[4] وقد وقعا في التنزيل كقوله تعالى: ﴿مِثۡلَ دَأۡبِ قَوۡمِ نُوحٖ﴾ [المؤمن:٣١] وقوله تعالى: ﴿ذِكۡرُ رَحۡمَتِ رَبِّكَ عَبۡدَهُۥ زَكَرِيَّآ﴾ [مريم:٢] وقوله تعالى: ﴿ وَنَفۡسٖ وَمَا سَوَّىٰهَا ] ٧[ فَأَلۡهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقۡوَىٰهَا ﴾ [الشمس:٧-٨] (و) الفصاحة (في المتكلّم ملَكة)


 



[1] قوله: [وأنه أورد الحديث إلخ] أي: ومُشعِرٌ بأنه أورد إلخ. قوله وأنه أراد إلخ أي: ومُشعِرٌ بأنه أراد إلخ, ووجه الإشعار بهذه الأمور الثلاثة أنّ المصـ أورد كلامَ الشيخ مستشهداً لوجه النظر وفي قوله يَا عَلِيُّ بْنَ حَمْزَةَ بْنَ عُمَارَةَ إضافتان غير مترتِّبتين فيعلم أنه أراد بتتابع الإضافات ما فوق الواحد أعمّ من أن يكون بينهما فصل كما هنا أو لا كما في عِتَاقِ دَنَانِيْرِ الْوُجُوْهِ, ولا شكّ أنّ تتابع الإضافات بهذا المعنى متحقِّق في الحديث وكونُه من قبيل التكرار ظاهر فيعلم أنه أورده مثالاً لهما.

[2] قوله: [لا يقال إلخ] القائل هو الخلخالي, وحاصله أنّ من اشترط الخلوصَ من كثرةِ التكرار وتتابعِ الإضافات أراد بهما تتابعَ الإضافات المترتِّبة وكثرةَ التكرار بالنسبة إلى أمر واحد كما أنّهما كذلك في البيتين المذكورين في المتن, والحديث سالم عن هذا فإنّ فيه تتابعَ الإضافات الغير المترتِّبة وكثرةَ تكرار الكريم بالنسبة إلى يوسف ويعقوب وإسحاق وإبراهيم على نبيِّنا وعليهم السلام, فلا يصحّ تأييد المصـ به لقوله وإلاّ فلا يُخِلّ بالفصاحة ولا الردّ به على من اشترط ذلك.

[3] قوله: [لأنا نقول إلخ] تعليل للنفي في قوله لا يقال إلخ, وحاصله أنّ تتابع الإضافات المترتِّبة وكثرة التكرار بالنسبة إلى أمر واحد أيضاً إن كانا موجِبين للثقل فذاك أي: فقد حصل الاحتراز عنهما بقيد الخلوص من تنافر الكلمات وإلاّ فلا جهة لإخلالهما بفصاحة الكلام.

[4] قوله: [كيف إلخ] الاستفهام إنكاريّ, أي: وكيف يكون كثرة التكرار بالنسبة إلى أمر واحد وتتابع الإضافات المترتِّبة مُخِلّين بالفصاحة وقد وقعا في القرآن الكريم والفرقان الحميد والكلام المجيد.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

400