والحلية[1] والهندية" وغيرها: الماء الذي أُلقي فيه تميرات فصار حلوًا لم يزل عنه اسْم الماء، وهو رقيقٌ يجوز به الوضوء بلا خلافٍ بين أصحابنا[2] انتهى.
((أقول: أمّا ما في "البدائع" لابدّ مِن معرفة نبيذ التمر الذي فيه الخلاف، وهو أنْ يلقى شيء مِن التمر في الماء فتخرج حلاوته إلى الماء.
وهكذا ذكر ابنُ مسعودٍ رضي الله تعالى عنه في تفسير نبيذ التمر الذي توضَّأَ بهِ رسولُ اللهِ ﷺ لَيلَةَ الجِنِّ فقالَ: «تُمَيْرَاتٌ أَلْقَيْتُهَا فِي الْمَاءِ»[3] انتهى.
فيحمل على ما حلا وخرج عن الإطلاق، كيف وفي صدر الحديث عند ابن أبى شيبة أنَّ النبيَّ ﷺ قال لَهُ: «هَلْ مَعَكَ مِنْ وَضُوْءٍ؟» قال: قُلتُ: لَا، قال: «فَمَا فِي إِدَاوَتِكَ؟». قلتُ: نَبِيذُ تَمْرٍ. قال: «تَمْرَةٌ حُلْوَةٌ وَمَاءٌ طَيِّبٌ»[4]. فلو لا أنّه خرج من الإطلاق لمَا قال: "لَا".
أقول: وبهذا يضعف ما أجاب به ابنا حجرٍ في شرحي البخاري والمشكاة أنّه محمولٌ على ماءٍ أُلقيَتْ فيه تمراتٌ يابسةٌ لم تغيّر له وصفًا.
قال العسقلاني: وإنّما كانوا يصنعون ذلك؛ لأنّ غالب مياههم لم تكن