ويكون تامًّا وغير تامّ، فالتامّ ما اتّفقت حروفه في الهيئة والنوع والعدد والترتيب، وهو متماثل إن كان بين لفظين من نوع واحد، نحو:
لَمْ نَلْقَ غَيْرَكَ إِنْسَاناً يُلاَذُ بِهِ |
| فَلاَ بَرِحْتَ لِعَيْنِ الدَهْرِ إِنْسَاناً |
الأمثلة الآتية ويكون الجناس تامّا وغير تامّ فالتامّ من الجناس ما أي: لفظ اتّفقت حروفه مع حروف لفظ آخر في الأمور الأربعة الأوّل في الهيئة أي: في هيئة الحروف الحاصلة باعتبار الحركات والسكنات، فنحو البرد: بفتح الباء والبرد بضمها ليس عينها جناس تامّ؛ لاختلاف حركته الباء و الثاني في النوع أي في نوع الحروف بأن يكون كل حرف في أحد اللفظين وهو في الآخر وإنّما أورد لفظ النوع تنبيها على أن: كلّ حرف من الحروف الهجائية التسعة والعشرين نوع برأسه فالألف نوع تحته أصناف؛ لأنّها إمّا أصلية أو مقلوبة عن واو أوعن ياء والباء كذلك؛ لأنّها إمّا مدغمة أو مشدّدة أوّلا و على هذا القياس وبهذا يخرج عن التامّ، نحو: يفرح ويمرح؛ لكونهما مختلفين في الميم والفاء.
و الثالث في العدد بأن يكون مقدار حروف أحد اللفظين هو مقدار حروف اللفظ الآخر، فيخرج نحو: الساق والمساق لأنّ الميم في الثاني لا يقابلها شي في الأوّل فلم يتفق عدد الحروف في اللفظين و الرابع في الترتيب بأن يكون المقدّم والمؤخّر في أحد اللفظين هو المقدّم والمؤخّر في الآخر فيخرج نحو: الحتف والفتح لاختلافهما في الترتيب وهو أي: التام من الجناس متماثل إن كان بين لفظين من نوع واحد من أنواع الكلمة التي هي الإسم والفعل والحرف كأن يكونا إسمين أو فعلين أو حرفين وإنّما سمّي هذا بالمتماثل جرياً على اصطلاح المتكلمين من أن التماثل: هو الإتحاد في النوع نحو:
لَمْ نَلْقَ غَيْرَكَ إِنْسَاناً يُلاَذُ بِهِ |
| فَلاَ بَرِحْتَ لِعَيْنِ الدَهْرِ إِنْسَاناً |