هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربيّ التي بها يطابق مقتضى الحال، فتختلف صور الكلام لاختلاف الأحوال، مثال ذلك قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا ﴾ [الجن : ١٠]؛ فإنّ ما قبل ½أم¼ صورة من الكلام تخالف صورة مابعدها؛ لأنّ الأولى فيها فعل الإرادة مبنيّ للمجهول، والثانية فيها فعل الإرادة مبنيّ للمعلوم، والحال
علم المعاني هو علم يعرف به أحوال اللفظ العربيّ أي: هو علم يستنبط به إدراك كل فرد فرد من جزئيات أحوال اللفظ العربيّ، كما يدلّ عليه التعبير بـ½يعرف¼، وإنّما خصّ اللفظ بـ½العربيّ¼؛ لأنّ الصناعة لَم توضع إلاّ لمعرفة أحواله، لكن لا مطلقاً بل من حيث إنّها التي بها يطابق اللفظ مقتضى الحال فخرج بذلك علم البيان؛ لأنّ الأمور المذكورة فيه من تحقيق المجاز بأنواعه والكناية ونحوهما لَم تذكر فيه من حيث إنّه يطابق بها اللفظ مقتضَى الحال بل من حيث ما يقبل منهما وما لا يقبل، وخرج بذلك أيضاً المحسّنات البديعيّة من التجنيس والترصيع ونحوهما؛ لأنّهما إنّما يؤتى بِها بعد حصول المطابَقة بغيرها فتختلف صور الكلام لاختلاف الأحوال أي: فتختلف الصور المخصوصة التي يورد عليها الكلام، وهي التي سمّيت بـ½مقتضَيات الأحوال¼؛ لكون الأحوال مختلفة غير واقعة على نهج واحد، يستدعي كلّ منها ما يناسبه مثال ذلك قوله تعالى: ﴿ وَأَنَّا لَا نَدۡرِيٓ أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ أَرَادَ بِهِمۡ رَبُّهُمۡ رَشَدٗا ﴾؛ فإنّ ما قبل ½أم¼ صورة من الكلام تخالف صورة ما بعدها؛ لأنّ الأولى فيها فعل الإرادة مبنيّ للمجهول، والثانية فيها فعل الإرادة مبنيّ للمعلوم،