١ التورية: أن يذكر لفظ له معنيان: قريب: يتبادر فهمه من الكلام، وبعيد: هو المراد بالإفادة لقرينة خفيّة، نحو: ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُم بِٱلَّيۡلِ وَيَعۡلَمُ مَا جَرَحۡتُم بِٱلنَّهَارِ ﴾ [الأنعام: ٦٠]. أراد بقوله: ½جرحتم¼ معناه البعيدَ، وهو ارتكاب الذنوب، وكقوله:
محسنات معنوية وهي وجوه عديدة ذكر المصنف منها أربعة وعشرين ١ التورية أن يذكر لفظ له معنيان أحدهما قريب يتبادر فهمه من الكلام والآخر بعيد وهو بخلافه أي; لا يتبادر فهمه من الكلام والبعيد من معنييه هو المراد بالإفادة ثُمّ لا بدّ أن يكون إرادة البعيد لقرينة خفية; إذ لو لم تكن قرينة على إرادته أصلا لم يفهم ولم يكن مرادا بالإفادة، فيخرج اللفظ عن التورية وإن كانت ثَمّه قرينة ظاهرة على إرادته صار قريبا بها وإن كان بعيدا في أصله فيخرج عن معنى التورية أيضا وإنما سمّي هذا النوع بالتورية; لأنّ فيه ستر المعنى البعيد بالقريب والتورية في الأصل: مصدر ورّى الخبرَ إذا ستره وأظهر غيره ثم التورية قسمان: الأولى مجردة: وهي التي لم تجامع شيئا مما يلائم المعنى القريب نحو: ﴿ وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُم بِٱلَّيۡلِ وَيَعۡلَمُ مَا جَرَحۡتُم بِٱلنَّهَارِ ﴾; فإن الجرح له معنيان: قريب: وهو الذي يعبر عنه بالفارسية ½بخسته كردن¼ وبعيد: وهو ارتكاب الذنوب والمراد منه هاهنا: المعنى البعيد كما قال: أراد بقوله جرحتم معناه البعيد وهو ارتكاب الذنوب ولم يقرن به شيء مما يلائم المعنى القريب فكان هذا من المجردة والثانية مرشحة: وهي التي تجامع شيئا مما يلائم المعنى القريب نحو: ﴿والسماء بنيناها بأيد﴾; فإن المراد باليد في الآية ليس معناها القريب الذي هو الجارحة المخصوصة; لاستحالة الجارحة عليه سبحانه بل المراد بها على ما هو رأي عامة المفسرين معناها البعيد: ï