مقدمة في الفصاحة والبلاغة
الفصاحة في اللغة تنبئ عن البيان والظهور، يقال: ½أفصح الصبيّ في منطقه¼، إذا بان وظهر كلامه، وتقع في الاصطلاح وصفاً للكلمة والكلام والمتكلّم.
مقدّمة أي: هذه مقدّمة؛ فهي خبر لمبتدأ محذوف، ولذا نكّرها؛ لأنّ الأصل في الخبر التنكيرُ في الفصاحة والبلاغة أي: في بيان معنی الفصاحة والبلاغة وأقسامهما، وإنّما جعل الكلام فيه مقدّمة؛ لأنَّ المراد بالمقدّمة هاهنا ما يذكر قبل المقصود؛ ليرتبط به ذلك المقصود، وينتفع به الطالب فيه، ولا شكّ أنّ بيان معنی الفصاحة والبلاغة مِمّا يرتبط به مقاصد هذا الفنّ، وينتفع به الطالب فيها الفصاحة في اللغة تنبئ عن البيان والظهور، يقال: ½أفصح الصبيّ في منطقه¼ إذا بان وظهر كلامه وأيضاً يقال: ½فصح الأعجميّ¼ و½أفصح¼ إذا انطلق لسانه، وخلصت لغته من اللكنة وجادت فلم يلحن، وهذا المعنی وإن لَم يكن نفس البيان والظهور لكنّه يؤول إليه بنوع من الاستلزام، فلهذا قال: ½تنبئ عن البيان والظهور¼، ولَم يقل: ½هي البيان والظهور¼، وأشار به إلی أنّ المراد هو مطلق الدلالة سواء كانت بطريق المطابقة، أو بغيرها من أنواع الدلالة وتقع في الاصطلاح وصفاً للكلمة والكلام والمتكلّم لكنّ بالمعنی الذي تقع وصفاً لأحد هذه الموصوفات لا تقع به وصفاً للآخر، بل بالمعنی المغاير، حتّى صار فصاحة المفرد والكلام والمتكلّم كأنّها حقائق مختلفة، غير مشتركة في أمر يصلح تعريفاً وبياناً لَها، فلذا أفرد كلاًّ منهما بتعريف، وقال مقدّماً لتعريف فصاحة الكلمة علی