عنوان الكتاب: دروس البلاغة

١ ففصاحة الكلمة سلامتها من تنافر الحروف، ومخالفة القياس، والغرابة؛ فتنافر الحروف: وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعسر النطق بها، نحو: ½الظشّ¼ للموضع الخشن، و½الهعخع¼ لنبات ترعاه الإبل، و½النقاح¼ للماء العذب الصافي، و½المستشزر¼ للمفتول، ومخالفة القياس: كون الكلمة غير جارية على القانون الصرفيّ

فصاحة الكلام والمتكلّم؛ لتوقّفهما عليها: ١ ففصاحة الكلمة سلامتها من تنافر الحروف، ومخالفة القياس، والغرابة  أي: من كلّ واحد من هذه الثلاثة، حتّى لو وجد في الكلمة شيء منها لا تكون فصيحة. وإنّما انحصر فصاحة الكلمة في السلامة من هذه الثلاثة؛ لأنّ المخلّ في فصاحتها إمّا عيب في مادّتِها وحروفها، وهو التنافر، أو في صورتِها وصيغتها، وهو مخالَفة القياس، أو في دلالتها علی معناها، وهو الغرابة؛ إذ لا يتصوّر فيها شيء آخر سوی هذه الثلاثة يكون مخلاًّ بفصاحتها فتنافر الحروف وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعسر النطق بِها الظاهر أنّ الثقل في الكلمة سبب لتعسّر النطق بها، فهذا العطف من قبيل عطف المسبّب على السبب، ويحتمل أن يكون عطف تفسير؛ بناء علی أنّ الثقل في الكلمة ليس إلاّ عسر النطق بها نحو: ½الظشّ¼ للموضع الخشن، و½الهعخع¼ لنبات ترعاه الإبل، و½النقاح¼ للماء العذب الصافي، و½المستشزر¼ للمفتول أي: نحو وصف هذه الكلمات؛ ليكون المثال مطابقًا للممثّل له، ثُمَّ هذه الكلمات متفاوتة في التنافر وإيجاب الثقل؛ فبعضها كـ½هُعْخُعْ¼ متناهٍ فيه، وبعضها كـ½مُستشْزِر¼ دون ذلك ومخالفة القياس كون الكلمة غير جارية على القانون الصرفيّ أي: لا باندراجها فيه ولا بكونها في حكم المستثناة منه، وبيان شذوذها عقيب بيان القانون، فنحو


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239