عنوان الكتاب: دروس البلاغة

كجمع ½بوق¼ على ½بوقات¼ في قول المتنبّي:

فَإِنْ يَّكُ بَعْضُ النَّاسِ سَيْفاً لِدَوْلَةٍ

فَفِي النَّاسِ بُوْقَاتٌ لَهَا وَطَبُوْلُ

إذ القياس في جمعه للقلّة ½أبواق¼، وكـ½موددة¼ في قوله:

إنَّ بَنِيَّ لَلِئَامٌ زَهَدَةٌ

مَا لِي في صُدُوْرِهِمْ مِن مَوْدَدَةٍ

والقياس ½مودّة¼ بالإدغام، والغرابة كون الكلمة غير ظاهرة المعنى،

½أبَى يأبَى¼ من الشواذّ الثابتة في اللغة الواقعة في كلام الفصحاء ليست من المخالفة في شيء؛ لأنّها فی حكم المستثناة كجمع ½ بوق ¼ على ½ بوقات ¼ في قول المتنبّي:

فَإِنْ يَّكُ بَعْضُ النَّاسِ سَيْفاً لِدَوْلَةٍ

فَفِي النَّاسِ بُوْقَاتٌ لَهَا وَطَبُوْلُ

البُوق بالضمّ، هو الذي ينفخ فيه، وجمعه للقلّة ½بوقات¼، كما في البيت علی خلاف القانون إذ القياس في جمعه للقلّة ½ أبواق ¼ وللكثرة ½بوائق¼، والمراد بـ½بعض الناس¼ في البيت نفس الممدوح، يعني ½سيف الدولة¼ وكـ ½ موددة ¼ في قوله:

إنَّ بَنِيَّ لَلِئَامٌ [1] زَهَدَةٌ

مَا لِي في صُدُوْرِهِمْ مِن مَوْدَدَةٍ

والقياس ½ مَودّة ¼ بالإدغام والقول بأنّ مخالفة القياس في الشعر جائز للضرورة الشعريّة لا يجدي شيئاً؛ لأنّ الجواز لا ينافي انتفاء الفصاحة، فإنّ كثيراً من الألفاظ مع كونها جائزة مخلّة بالفصاحة، وهذا ظاهر جدًّا والغرابة كون الكلمة غير ظاهرة المعنى أي: غير ظاهرة الدلالة علی المعنی الموضوع له، فلا يصدق هذا التعريف علی المتشابه والمجمل، حتّی يلزم اشتمال القرآن علی الغريب؛ لوقوعهما،




[1] لئام جمع لئيم ناكس وبخيل، زهدة جمع زاهد من زهد بالضم ناخواهاني خلاف رغبت ١٢ ص.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239