المجاز العقليّ

هو إسناد الفعل أو ما في معناه إلى غير ما هو له عند المتكلّم في الظاهر لعلاقة، نحو قوله:

المجاز العقلي: هو إسناد الفعل وإسناد ما أي: لفظ هو في معناه كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة واسم التفصيل إلى غير ما هو له أي: إلى غير شيء ذلك الفعل، أو معناه مبني له، يعني غير الفاعل في المبني للفاعل، وغير المفعول به في المبني للمفعول، ولكنّ المراد بذلك الغير ليس ما هو غير في الواقع، ولا ما هو غير عند المتكلّم في الحقيقة بل ما هو غير عند المتكلم في الظاهر أي: فيما يفهم من ظاهر حاله باعتبار نصبه قرينة على أنّه غير ما هو له في اعتقاده، ولكن لا مطلقاً بل لعلاقة بين ذلك الغير وبين ما هو له، وإنّما نسب هذا المجاز إلى العقل وسمي ½مجازاً عقليًّا¼؛ لأنّ تجاوزه محلّه أنّما هو بتصرّف العقل وعمله من دون مدخلية اللغة بخلاف المجاز اللغويّ، فإن تجاوزه إيّاه؛ لأنّ الواضع جعل محلّه غير هذا المعنى، ولهذا يصير: ½أنبت الربيع البقل¼ من الموحِّد مجازاً، ومن الدهريّ حقيقة; لتفاوت عمل عقلهما لا لتفاوت الوضع عندهما نحو قوله: أَشَابَ الصَغِيْرَ أي: أوجد الشيب في الصغير وَأَفْنَى الْكَبِيْرَ أي: أوجد الفناء في الكبير كَرُّ الْغَدَاةِ أي: رجوعها بعد ذهابها وَمَرُّ الْعَشِيِّ أي: ذَهابها بعد حضورها، والمراد بها: تعاقب الأزمان فإنّ إسناد الإشابة والإفناء إلى كرّ الغداة ومرور العشيّ إسناد إلى غير ما هو له؛ إذ الْمُشيب والْمُفنِي في الحقيقة هو الله تعالى هذا مِمّا لا شبهة فيه لكن ï