عنوان الكتاب: دروس البلاغة

علم البديع

البديع: علم يعرف به وجوه تحسين الكلام المطابقِ لمقتَضى الحال، وهذه الوجوه ما يرجع منها إلى تحسين المعنى يسمّى بـ½الْمُحسِّنات المعنويّة¼، وما يرجع منها إلى تحسين اللفظ يسمّى بـ:½الْمُحسِّنات اللفظيّة¼.

البديع في اللغة: الغريب، من بدع الشيء بضم الدال، إذا كان غاية فيما هو فيه من علم أو غيره حتى صار غريبا فيه لطيفا وفي الاصطلاح: علم يعرف به وجوه تحسين الكلام المطابق لمقتضى الحال أي: يعرف به الأمور التي يصير بها الكلام حسنا، لكن لا مطلقا بل إذا كان ذلك الكلام مطابقا لمقتضى الحال; فإنّ هذه الوجوه إنّما تعدّ محسِّنة للكلام بعد رعاية مطابقته لمقتضي الحال وإلا كانت تلك الوجوه كتعليق الدرر في أعناق الخنازير وهذه الوجوه نوعان، الأوّل ما يرجع منها إلى تحسين المعنى بأن يكون القصد منها تحسين المعنى أولا وبالذات، وإن كان قد يفيد بعض تلك الوجود تحسين اللفظ أيضا لكن القصد الأصلي منها إنّما هو إلى كونها محسنة للمعنى ولهذا ينسب هذا النوع إلى المعنى بأن يسمى بالمحسنات المعنوية والثاني ما يرجع منها إلى تحسين اللفظ وينسب إليه بأن يسمى بالمحسِّنات اللفظية; لكون المقصود منها تحسين اللفظ بالذات وإن تبع ذلك تحسين المعنى، ثُمّ لَمّا كان المقصود الأصلي هو المعاني، والألفاظ توابع وقوالب لها كان الاهتمام بالوجوه المحسنة لها أولى من الاهتمام بالوجوه المحسّنة للألفاظ; فلذا قدّمها وقال:


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239