عنوان الكتاب: دروس البلاغة

وهي تستلزم كثرة الضِيفان، وكثرة الضيفان تستلزم الكرم.

وإن قلّت وخفيت سُمّيت ½رَمْزاً¼، نحو: ½هو سمين رِخْو¼، أي: غبِيّ بليد، وإن قلّت فيها الوسائط أو لَم تكن ووضحت سُمّيت ½إيماءً وإشارةً¼، نحو:

أَوَمَا رَأَيْتَ الْمَجْدَ أَلْقَى رَحْلَهُ
.

 

فِيْ آلِ طَلْحَةَ ثُمَّ لَمْ يَتَحَوَّلِ
[[

كناية عن كونهم أمجاداً.

وهي أي كثرة الآكلين تستلزم كثرة الضيفان; إذ الغالب أن كثرة الآكلين إنما تكون من الأضياف لا من العيال وكثرة الضيفان تستلزم الكرم الذي هو المكنى عنه وإن قلت الوسائط فيها وخفيت في اللزوم سميت رمزا; لأن الرمز في الأصل: أن تشير إلى قريب منك مع خفاء الإشارة كالإشارة بالشفعة أو الحاجب نحو هوسمين رخو اي غبي بليد فيكنى عن كونه غبيا بليدا بكونه سمينا رخوا بوساسطة أن السمن والرخو يستلزمان في الغالب استرخاء القوي الذهنية وسكونها وهما يستلزمان الغباوة والبلادة لكن هذا الاستلزام ليس بواضح فقد تحقق في هذه الكناية واسطة واحدة خفية وإن قلّت فيها الوسائط أو لم تكن أي انعدمت بالكلية ووضحت مع قلتها في اللزوم سميت إيماء وإشارة; لأن أصل الإشارة أن تكون حسّية وهي ظاهرة ومثلها الإيماء نحو: أو ما رأيت المجد ألقي رحله أي الخيمة أو أثاث السفر في آل طلحة ثم لم يتحول أي لم يرتحل عنهم إلى غيرهم فإلقاء المجد الرحل في آل طلحة بلا تحوّل عنهم كناية عن كونهم أمجادا بواسطة أن المجد صفة لا بد له عن موصوف يقوم به وهو آل طلحة; لعدم وجدان غيرهم معهم وهذه واسطة واحدة بنية بنفسها فهي كناية قلّت فيها الوسائط مع الظهور ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239