عنوان الكتاب: دروس البلاغة

المبحث الثاني في أقسام التشبيه

ينقسم التشبيه باعتبار طرفيه إلى أربعة أقسام:

تشبيه مفرد بمفرد، نحو: ½هذا الشيء كالمسك في الرائحة¼،

المبحث الثاني في أقسام التشبيه: ينقسم التشبيه باعتبار طرفيه المشبّه والمشبّه به إفراداً وتركيباً إلى أربعة أقسام الأوّل تشبيه مفرد بمفرد سواء كانا غير مقيّدين بقيد، يكون له دخل في التشبيه أو كانا مقيّدين به، فالأوّل نحو: ½هذا الشيء كالمسك في الرائحة¼ تشبيه الشيء المخصوص الجزئي المسك في الرائحة تشبيه مفرد غير مقيّد بمفرد غير مقيّد، ومن هذا الباب قوله تعالى: ﴿ هُنَّ لِبَاسٞ لَّكُمۡ وَأَنتُمۡ لِبَاسٞ لَّهُنَّۗ﴾ [البقرة: ١٨٧]، أي: هنّ كاللباس لكم وأنتم كاللباس لهن، في أنّ كلاّ من المرأة والرجل يشتمل على صاحبه عند الاعتناق، كما أنّ اللباس يشتمل على صاحبه، فوجه الشبه: هو وصف الاشتمال، ولا مدخل فيه; لقوله تعالى: ﴿لَّكُمۡ وَ لَّهُنَّۗ﴾؛ لأنّ اللباس في حدّ ذاته موصوف بكونه يشتمل به من غير توقّف على كونه للرجال أو للنساء، فلذا لم يعدّ المجرور قيداً في المشبّه به، وجعل هذا القول من تشبيه المفرد بالمفرد بلا قيد؛ لأنّ المراد بالقيد، ليس هو مطلق القيد بل ماله دخل في وجه الشبه، والثاني نحو: ½الساعي بغير طائل كالراقم على الماء¼؛ لأنّ المشبّه في هذا ليس مجرّد الساعي ما لم يقيد بكونه بحيث لا يحصل من سعيه على شيء، وكذا المشبّه به ليس مجرّد معنى الراقم بدون أن يقيد بكون رقمه على الماء؛ لأن وجه الشبه بينهما استواء وجود الفعل وعدمه في عدم الفائدة، وهو موقوف على اعتبار هذين القيدين، فالقيدان هاهنا مِمّا له مدخل في وجه الشبه، ولهذا جعل هذا قول من باب تشبيه المفرد المقيّد بالمفرد المقيّد، وبهذا التفصيل اتضح ما قال في الحاشية من قوله: ½وقد يكون المفرد مقيّداً... إلخ¼ ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239