عنوان الكتاب: دروس البلاغة

بِهيئة أعلام ياقوتيّة منشورة على رماح زبرجديّة، وتشبيهُ مركّب بِمفرد، نحو قوله:

يَا صَاحِبَيَّ تَقَصَّيَا نَظَرَيْكُمَا
تَرَيَا نَهَاراً مُشْمِساً قدْ شَابَهُ
.

 

تَرَيَا وُجُوْهَ الْأَرْضِ كَيْفَ تَصَوَّرُ
زَهْرُ الرُبَا فَكَأنَّمَا هُوَ مُقْمِرُ
[[

فإنّه شبّه هيئة النهار الْمُشمِس الذي اختلطت به أزهارُ الرَبْوات بالليل الْمُقمِر.

وينقسم باعتبار الطرفين

بِهيئة أعلام ياقوتيّة منشورة على رماح زبرجديّة كما مرّ في بيان معنى الحسيّ و القسم الرابع وتشبيهُ مركّب بِمفرد، نحو قوله: يَا صَاحِبَيَّ تَقَصَّيَا نَظَرَيْكُمَا أي: إذا أبلغا أقصى نظريكما وغايته بالمبالغة في تحديق النظر تَرَيَا وُجُوْهَ الأَرْضِ أي: أن تقصّيتما نظريكما، واجتهدتما فيه، ونظرتما ما قابلكما من الأرض، تريا وجوه الأرض، أي: الأماكن البادية منها كالوجه كَيْفَ تَصَوَّرُ بدل من وجوه الأرض، أي: تريا كيف تبدو صورتها أو تريا كيفية صورتها بثبوت الإشراق لها كما دلّ عليه قوله :تَرَيَا نَهَاراً مُشْمِساً أي: ذا شمس لم يستره غيم قدْ شَابَهُ أي: خالط ذلك النهار زَهْرُ الرُبَا الربا: جمع ½رُبوة¼ بضمّ الأوّل وفتحه، وهي المكان المرتفع، وأراد بالزهر: النبات مطلقاً فَكَأنَّمَا هُوَ أي: ذلك النهار الموصوف مُقْمِرُ أي: ليل ذو قمر، وذلك; لأنّ الأزهار باخضرارها قد نقصت من ضوء الشمس حتّى صار كأنّه ضوء مخلوط بالسواد، فصار بذلك النهار المشمس كالليل المقمر; لاختلاط ضوئه بالسواد، وإنّما كان هذا التشبيه من تشبيه المركب بالمفرد فإنّه شبّه هيئة حاصلة من النهار الْمُشمِس الذي اختلطت به أزهارُ الرَبْوات بالليل الْمُقمِر وكان المشبّه فيه مركباً والمشبّه به مفرداً مقيداً وينقسم التشبيه باعتبار الطرفين ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239