عنوان الكتاب: دروس البلاغة

أيضاً إلى ملفوف ومفروق، فالملفوف: أن يؤتى بِمشبّهتين أو أكثرَ ثُمّ بالمشبّه بِها نحو:

كَأَنَّ قُلُوْبَ الطَيْرِ رَطْباً وَيَابِساً
.

 

لَدَى وَكْرِهَا الْعُنَّابُ وَالحَشَفُ البَالِيْ
[[

فإنّه شبّه الرطْب الطرِيّ من قلوب الطير بالعُنّاب، واليابسَ العتيقَ منها بالتمر الرديّ.

والمفروق: أن يؤتى بِمشبّه ومشبّه به ثُمّ آخرَ وآخرَ، نحو:

اَلنَشْرُ مِسْكٌ وَالْوُجُوْهُ دَنَا
.

 

نِيْرُ وَأَطْرَافُ الْأَكُفِّ عَنَمُ
[[

 

أيضاً من حيث وجود التعدّد فيهما معاً إلى ملفوف ومفروق ومن حيث وجود التعدّد في أحدهما فقط إلى تشبيه التسوية وتشبيه الجمع فالملفوف: أن يؤتى أوّلاً بِمشبّهتين أو أكثرَ بطريق العطف أو غيره ثُمّ يؤتى بالمشبّه بهما أو بالمشبّه بها بذلك الطريق نحو: قول امرئ القيس في وصف العقاب بكثرة اصطياد الطيور كَأَنَّ قُلُوْبَ الطَيْرِ حال كون بعضها رَطْباً وبعضها يَابِساً فهما حالان من القلوب على التوزيع لَدَى وَكْرِهَا أي: وكر العقاب، والوكر عش الطائر، وإن لم يكن فيه الْعُنَّابُ وَالحَشَفُ هو أردء التمر البَالِيْ صفة الحشف; لتأكيد المشابهة حيث كان في مقابلة قلوب الطير اليابسة فإنّه شبّه الرطْب الطرِيّ من قلوب الطير بالعُنّاب، واليابسَ العتيقَ منها بالتمر الرديّ فذكر أوّلاً المشبّهين ثُمّ المشبّه بهما على الترتيب، وإنّما سُمّي هذا التشبيه بـ½الملفوف¼ ; لوجود لفّ المشبّهات، وضمّ بعضها إلى بعض فيه، وكذلك المشبّهات بها والمفروق: أن يؤتى بِمشبّه ومشبّه به ثُمّ بمشبّه آخر و مشبّه به آخر ثُمّ كذلك نحو: اَلنَشْرُ مِسْكٌ أي: النشر من هؤلاء النسوة، والرائحة الطيبة منهنّ كنشر المسك، ورائحته في الاستطابة وَالْوُجُوْهُ منهنّ دَنَانِيْرُ أي: كالدنانير من الذهب في الاستدارة  ï


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239