وينقسم باعتبار وجه الشبّه إلى تمثيل وغير تمثيل، فالتمثيل: ما كان وجهه منتزعاً من متعدّد، كتشبيه الثريّا بعنقود العنب المنوّر، وغير التمثيل: ما ليس كذلك، كتشبيه النجم بالدرهم.
وينقسم بهذا الاعتبار أيضاً
النازل من السحاب مع المطر أَوْ يبسم عن أَقَاحٍ جمع ½أقحوان¼ بضم الهمزة، وهو البابونج كما في الحاشية، وهو نور ينفتح كالورد أوراقه في شكلها، أشبه شيء بالأسنان في اعتدالها، ففيه تشبيه الأسنان بثلاثة أشياء؛ اللؤلؤ المنضّد، والبرد، والأقاحي، فقد تعدّد المشبّه به واتّحد المشبّه وينقسم التشبيه باعتبار وجه الشبّه إلى تمثيل وغير تمثيل، فالتمثيل: ما أي: تشبيه كان وجهه منتزعاً ومأخوذاً من متعدّد أمرين أو أمور كتشبيه الثريّا بعنقود العنب المنوّر في قول الشاعر:
وَقَدْ لاَحَ فِي الصُّبْحِ الثُّرَيَّا كَمَا تَرَى |
| كَعُنْقُوْدٍ مُلاَّحِيَةٍ حِيْنَ نَوَّراً |
ومعنى لاح: بدأ وظهر، وأراد بالصبح: ضوء الصباح في سواد الليل، والثريّا تصغير ½ثروى¼ مؤنّث ثروان، كـ½سكرى¼ مؤنّث سكران للمرأة المتمولة سُمّي بِمُصغّرها; لكثرة كواكبه، وضيق محلّه، و½مُلاّحية¼ بضمّ الميم وتشديد اللام، عنب أبيض طويل، فإضافة العنقود إلى ملاّحية بيانية، وقوله: ½حين نورا¼ أي: تفتح نوره، والنور الزهر، ومعنى البيت: أنّ الثريّا الشبيهة بالعنب عين نور، قد لاحت في الصبح كما ترى، فوجه الشبّه من الثريّا والعنب المنوّر: هو الهيئة الحاصلة من تقارن صور النجوم في الثريّا وصور حبّات العنب المنوّر في العنقود على الكيفية المخصوصة التي ليس فيها غاية التلاصق ولا شدّة الافتراق وغير التمثيل: ما ليس كذلك أي: لم يكن وجهه منتزعاً من متعدّد كتشبيه النجم بالدرهم; فإنّ وجه الشبه هاهنا وهو البياض والصفا، ليس منتزعاً من متعدّد وينقسم بهذا الاعتبار أيضاً أي: وينقسم التشبيه انقساماً آخر باعتبار وجه الشبه ï