وينقسم باعتبار أداته إلى مؤكّد: وهو ما حذفت أداته، نحو: ½هو بحر في الجود¼، ومرسَل: وهو ما ليس كذلك، نحو: ½هو كالبحر كرماً¼، ومن المؤكّد ما أضيف فيه المشبّه به إلى المشبّه، نحو:
وَالرِيْحُ تَعْبَثُ بِالْغُصُوْنِ وَقَدْ جَرَى |
| ذَهَبُ الْأَصِيْلِ عَلَى لُجَيْنِ الْمَاءِ |
يصلح له وينقسم باعتبار أداته إلى مؤكّد: وهو ما حذفت أداته أي: بحيث لا يعتبر تقديرها في نظم الكلام؛ لأنّه يفيد حينئذ جعل المشبّه نفس المشبّه به، فيتحقّق معنى تأكيد التشبيه بخلاف ما إذا اعتبرت مقدّرة؛ لأنّها تكون حينئذ كالمذكورة فلا يتحقّق معنى التأكيد; إذ منشأه ادّعاء الاتّحاد بين المشبّه والمشبّه به نحو: ½هو بحر في الجود¼ بادّعاء كونه نفس البحر ومرسَل: وهو ما ليس كذلك أي: لم يحذف أداته نحو: ½هو كالبحر كرماً¼ وإنّما سُمّي بذلك; لكونه مرسلاً من التأكيد المستفاد من حذف الأداة ومن المؤكّد ما أضيف فيه المشبّه به إلى المشبّه إضافة بيانية مقتضية للاتّحاد بين المضاف والمضاف إليه فيتحقّق منشأ التأكيد وهو جعل المشبّه نفس المشبّه به نحو: وَالرِيْحُ تَعْبَثُ أي: تلعب بِالْغُصُوْنِ وتحرّكها تحريكاً كفعل اللاعب وَقَدْ جَرَى أي: ظهر، والجملة حالية ذَهَبُ الأَصِيْلِ أي: صفرته التي كالذهب، ½ والأصيل ¼ بفتح الهمزة: هو الوقت بعد العصر إلى الغروب عَلَى لُجَيْنِ الْمَاءِ اللجين بضمّ اللام وفتح الجيم، هو الفضّة، وهذه الإضافة إضافة المشبّه به إلى المشبه والتقدير باعتبار أصل التركيب، وحاصل المعنى: على الماء الذي هو كاللجين في البياض والصفاء، فحذفت أداة التشبيه حذفاً يعتبر معه تناسي التقدير في نظم الكلام تمّ نقل المشبه به عن مكانه وجعل مضافاً إلى المشبه إضافة بيانية; ليشعر جعل أحدهما نفس الآخر، ويتحقّق معنى تأكيد التشبيه، وهذه الإضافة هي محلّ الاستشهاد.