وإن تعدّد المشبّه دون المشبّه به، سُمّي ½تشبيهَ التسوية¼، نحو:
صُدْغُ الْحَبِيْبِ وَحَالِيْ |
| كِلَاهُمَا كَاللَيَالِيْ |
وإن تعدّد المشبّه به دون المشبّه، سُمّي ½تشبيهَ الجمع¼، نحو:
كَأنَّمَا يَبْسِمُ عَنْ لُؤْلُؤ |
| مُنَضَّدٍ أَوْ بَرَدٍ أَوْ أَقَاحٍ |
والاستنارة مع مخالطة الصفرة; فإنّ الصفرة مِمّا يستحسن في ألوان النساء وَأَطْرَافُ الأَكُفِّ منهنّ، والمراد بها الأصابع عَنَمُ أي: كعنم: وهو شجر لين الأغصان محمر تشبّه به أصابع الجواري المخضبة، ففيه ثلاث تشبيهات؛ لأنّه مشبّه النشر بالمسك، والوجوه بالدنانير، والأصابع بالعنم، وجعل كلّ مشبّه مع ما هو مشبّه به من غير أن يتّصل أحد المشبّهين بالمشبّه الآخر بل فرق بين المشبّهات بالمشبّهات بها، وفرق بين المشبّهات بها بالمشبّهات; ولذا سُمّي هذا القسم ½مفروقاً¼ وإن تعدّد المشبّه دون المشبّه به، سُمّي هذا التشبيه الذي وجد فيه ذلك التعدّد تشبيه التسوية; لوجود التسوية فيه بين المشبّهات فيما ألحقت به، وهو المشبّه به نحو: صُدْغُ الْحَبِيْبِ ½الصُدغ¼ بضمّ الصاد، ما بين الأذن والعين، ويطلق على الشعر المتدلي من الرأس على هذا الموضع، وهو المراد هاهنا وَحَالِيْ كِلاَهُمَا كَاللَيَالِيْ في السواد إلاّ أنّ السواد في الصُدغ حقيقيّ وفي الحال تخييليّ، فقد تعدّد فيه المشبّه، وهو صدغ الحبيب وحال المتكلّم، واتّحد المشبّه به وهو الليالي وإن تعدّد المشبّه به دون المشبّه، سُمّي ذلك التشبيه الذي تعدّد فيه المشبّه به فقط تشبيه الجمع؛ لأنّك جمعت فيه للمشبّه الواحد أمور مشبّهاً بها نحو: كَأنَّمَا يَبْسِمُ مضارع من البسم وهو التبسّم، وأقلّ الضحك، وأحسنه، وفاعله ضمير فيه يرجع إلى ½الأنميد¼ المذكور في الشعر قبله، وهو الناعم البدن عَنْ لُؤْلُؤ وهو الجوهر الصافي المعروف مُنَضَّدٍ أي: منظّم أَوْ يبسم عن بَرَدٍ وهو الحبّ ï