نحو: ½تكأكأ¼ بمعنى ½اجتمع¼، و½افرنقع¼ بمعنى ½انصرف¼، و½اطلخمّ¼ بمعنى ½اشتدّ¼.
٢ وفصاحة الكلام سلامته من تنافر الكلمات مجتمعة، ومن ضعف التأليف، ومن التعقيد مع فصاحة كلماته
وذلك؛ لأنّ كلاًّ منهما، وإن كان غير ظاهر الدلالة علی المعنی المراد، لكنَّه ظاهر المعنی الموضوع له؛ لسهولة انتقال الذهن منهما إلى معناهما الموضوعان له، نحو: ½تكأكأ¼ بمعنى ½اجتمع¼، و½افرنقع¼ بمعنى ½انصرف¼، و½اطلخمّ¼ بمعنى ½اشتدّ¼ فإنّ مثل هذه الألفاظ لعدَم تداوُلِها فيما بين العرَب العَرْباء ليست بظاهر الدلالة علی معانيها، بل يحتاج في معرفتها إلی أن ينقر، ويبحث عنها في الكتب المبسوطة من اللغة ٢ وفصاحة الكلام سلامته من تنافر الكلمات مجتمعة بأن لا يكون في اجتماع كلماته تنافُر، وإنّما قال هذا؛ لأنّ المعتبر في فصاحة الكلام هو سلامته من تنافر كلّ واحدة من كلماته للأخرى، لا السلامة من تنافر أجزاء كلمة واحدة؛ فإنّ ذلك من فصاحة الكلمة ومن ضعف التأليف، ومن التعقيد والمراد هاهنا أيضاً هو سلامته من كلّ واحد هذه الثلاثة لا من المجموع من حيث المجموع، ودلالة هذا الكلام عليه أظهر مِمَّا قال في فصاحة الكلمة؛ لأنّه أتی هاهنا بكلمة ½مِن¼ في كلّ واحد من الثلاثة، ومن الظاهر أنّ تكرار حرف الجرّ في مثل هذا المقام يؤذن بذلك، ومثل ما ذكرنا في فصاحة الكلمة من وجه الحصر يجري في فصاحة الكلام أيضاً، فعيبه في مادّته: تنافر الكلمات، وفي صورته أي: التأليف العارض علی الكلمات: ضعف التأليف، وفي دلالته علی معناه: التعقيد مع فصاحة كلماته حال من الضمير في سلامته، واحترز به عن مثل قولنا: ½شعره مستشزر¼؛ فإنّه وإن كان كلاماً خالياً عن تنافر الكلمات، وعن ضعف التأليف، وعن التعقيد إلاّ أنّ فيه كلمة غير فصيحة، وهي ½مستشزر¼؛ لأنّ حروفها متنافرة،