كـ ½الإضمار قبل الذكر¼ لفظاً ورتبة في قوله:
جَزَى بَنُوْهُ أَبَا الْغِيْلاَنِ عَنْ كِبَرٍ |
| وَحُسْنِ فِعْلٍ كَمَا يُجْزَى سِنِمَّارُ |
المحصور فيه بـ½إنّما¼ في قولنا: ½إنّما قائم زيد¼؛ فإنّ تأخيره واجب بالإجماع كان فاسداً لا ضعيفاً، وهذا معنی ما قال في الحاشية: ½فضعف التأليف ينشأ....إلخ¼ كالإضمار قبل الذكر أي: ذكر مرجعه لفظاً ورتبة وكذا معنًی وحكماً؛ لأنّ القانون هو تقدّم المرجع بأحد هذه الوجوه الأربعة، فمخالفته إنّما يكون إذا لَم يتقدّم المرجع بشيء من هذه الوجوه، لا بأن لَم يتقدّم لفظاً ورتبة فقط، ولعلّ المصنّف أراد بـ½الذكر رتبة¼ مقابلَ الذكر لفظاً، وهو معنی عامٌّ شامل للذكر علی الوجهين الأخيرين أيضاً، وبالجملة إذا كان الإضمار في كلام قبل ذكر مرجعه بأحد هذه الوجوه الأربعة كان التأليف ضعيفاً، كما في قوله: جَزَى بَنُوْهُ أَبَا الْغِيْلاَنِ كنْية الرجل الذي جزاه بنوه عَنْ كِبَرٍ أي: بعد كبر، فـ½عن¼ هاهنا بمعنی ½بعد¼، كما قيل في قوله تعالي: ﴿ لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٖ﴾ [الانشقاق: ١٩] وَحُسْنِ فِعْلٍ كَمَا يُجْزَى سِنِمَّارُ قيل: هو اسم رجل روميّ بنى "الخورنق" وهو قصر بظهر الكوفة للنعمان الأكبر، فأعجبه، وخاف أن يبنِي لغيره مثله، فرماه من أعلی القصر فمات، فضرب العرَب به الْمَثَل في سوء المكأفات، فقالوا: ½جزاه جزاء سِنِّمَار¼، فقد ذكر فيه ضمير ½بنوه¼ قبل ذكر مرجعه، أعني: ½أبا الغيلان¼ لفظاً ورتبة ومعنًی وحكماً؛ أمّا الأوّل فظاهر، وأمّا الثاني؛ فلأنّ الذكر رتبة عبارة عن أن يكون المرجع مع كونه مؤخّراً لفظاً في رتبة التقديم، وتقديره كـ½ضرب غلامَه زيد¼، علی أنّ زيداً فاعل، فإنّ مرجع الضمير في غلامه وهو زيد وإن كان مؤخّراً بحسب اللفظ، لكنّه مقدّم بحسب الرتبة والتقدير؛ لكونه فاعلاً، والمرجع هاهنا؛ لكونه مفعولاً في رتبة التأخير، وأمّا الثالث فلأنّ المراد بالذكر معنی هو أن يذكر ما يقتضي معناه وإن لَم يذكر لفظه، كقوله تعالى: