عنوان الكتاب: دروس البلاغة

والأحوال ومقتضياتها بالمعاني؛ فوجب على طالب البلاغة معرفة اللغة، والصرف، والنحو، والمعاني، والبيان مع كونه سليم الذوق، كثير الاطّلاع على كلام العرب.

اختلاف طُرُق الدلالة في الوضوح، وتمييز السالِم عن التعقيد المعنويّ من المشتمل عليه والأحوال ومقتضياتها يعرف بالمعاني وهذا ظاهر من تعريفه الآتي عن قريب

فوجب على طالب البلاغة معرفة اللغة، والصرف، والنحو، والمعاني، والبيان كلّها مع كونه سليم الذوق، كثير الاطّلاع على كلام العرب إلاّ أنّ تعلّق المعاني والبيان بالبلاغة لَمّا كان أزيد من تعلّق غيرهما بها؛ لأنّهما لا يبحثان إلاّ عمّا يتعلّق بالبلاغة سمّوا هذين العِلمَين بـ½البلاغة¼، ولَمَّا كان موضوع علم البيان أخصّ تحقّقاً من موضوع علم المعاني، ونازلاً منه منـزلة الشعبة من الأصل؛ لأنّ المعاني يبحث عن الألفاظ من حيث دلالتها على الخواصّ؛ سواء كانت مستعملة في المدلولات الوضعيّة أو العقليّة، والبيان عن الألفاظ المستعملة في المدلولات العقليّة من حيث تفاوتِها في الجلاء والخفاء قدّم المعاني على البيان، فقال:


 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

239