يحلّ له، وصار نظره نظر فكر واعتبار، فلا يرى شيئاً من المصنوعات إلاّ استدل به على خالقه. وقال عليّ رضي الله عنه: ما رأيت شيئاً إلاّ ورأيت الله تعالى قبله. ومعنى الاعتبار العبور بالفكر في المخلوقات إلى قدرة الخالق، فيسبّح عند ذلك، ويقدّس، ويعظّم، وتصير حركاته باليدين والرجلين كلّها لله تعالى، ولا يمشي فيما لا يعنيه، ولا يفعل بيده شيئاً عبثاً، بل تكون حركاته وسكناته لله تعالى، فيثاب على ذلك في حركاته وسكناته وفي سائر أفعاله.
قوله تعالى: (كُنْتُ سَمْعَهُ) يحتمل كنت الحافظ لسمعه ولبصره ولبطش يده ورجله من الشيطان، ويحتمل كنت في قلبه عند سمعه وبصره وبطشه. فإذا ذكرني كفَّ عن العمل لغيري.