عنوان الكتاب: شرح الأربعين النووية

الحديث الحادي والعشرون

 

عَنِ أَبيْ عَمْرٍو، وَقِيْلَ، أَبيْ عمْرَةَ سُفْيَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ[1] رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُوْلَ اللهِ قُلْ لِيْ فِي الإِسْلامِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدَاً غَيْرَكَ؟ قَالَ: ((قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ[2].

قوله صلى الله عليه وسلم: (قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ) أي: كما أمرت ونهيت، والاستقامة ملازمة الطريق بفعل الواجبات وترك المنهيّات، قال الله تعالى: ﴿ فَٱسۡتَقِمۡ كَمَآ أُمِرۡتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ ﴾ [هود:١١٢]. وقال الله تعالى: ﴿ إِنَّ ٱلَّذِينَ قَالُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ ثُمَّ ٱسۡتَقَٰمُواْ تَتَنَزَّلُ عَلَيۡهِمُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ ﴾ [فصلت:٣٠]. أي: عند الموت تبشّرهم بقوله تعالى: ﴿ أَلَّا تَخَافُواْ وَلَا تَحۡزَنُواْ وَأَبۡشِرُواْ بِٱلۡجَنَّةِ ٱلَّتِي كُنتُمۡ تُوعَدُونَ ﴾ [فصلت:٣٠].

وفي التفسير أنهم إذا بشّروا بالجنة قالوا: وأولادنا ما يأكلون وما حالهم بعدنا؟ فيقال لهم: ﴿ نَحۡنُ أَوۡلِيَآؤُكُمۡ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَفِي ٱلۡأٓخِرَةِۖ﴾ [فصلت:٣١] أي نتولّى أمرهم بعدكم، فتقرّ بذلك أعينهم.


 



[1]       أسلم مع وفد الطائف، واستعمله عمر على صدقات الطائف، مرويّاته خمس أحاديث.

[2]  "صحيح مسلم"، كتاب الإيمان، باب جامع أوصاف الإسلام، ر:٣٨، صـ٤٠.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

151