عنوان الكتاب: شرح الأربعين النووية

الحديث الحادي والثلاثون

 

عَنْ أَبي العَباس سَعدِ بنِ سَهلٍ السَّاعِديّ[1] رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله: دُلَّني عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمَلتُهُ أَحَبَّني اللهُ، وَأَحبَّني النَاسُ؟ فَقَالَ: ((ازْهَد في الدُّنيَا يُحِبَّكَ اللهُ، وازْهَد فيْمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ)). حديث حسن رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه[2] وغيره بأسانيد حسنة.

قوله صلى الله عليه وسلم: (ازهَد في الدُّنيَا يُحِبَّكَ اللهُ) الزهد: ترك ما لا يحتاج إليه من الدنيا، وإن كان حلالاً، والاقتصار على الكفاية، والورع: ترك الشبهات، قالوا: وأعقل الناس الزُهّاد، لأنّهم أحبّوا ما أحبّ الله، وكرهوا ما كره الله من جمع الدنيا، واستعملوا الراحة لأنفسهم. قال الشافعيّ رحمه الله تعالى: لو أوصى لأعقل الناس صرف إلى الزهّاد، ولبعضهم:

كن زهداً فيما حوت أيدي الورى.

 

تضحى إلى كلّ الأنام حبيبا


 



[1]       مات النبي صلى الله تعالى عليه وسلم وهو ابن خمس عشرة سنة، وهو آخر من مات بالمدينة من الصحابة، توفّي سنة إحدى وتسعين، ومرويّاته مئة وثمانية وثمانون حديثاً.

[2]       "سنن ابن ماجه"، كتاب الزهد، باب الزهد في الدنيا، ر:٤١٠٢، ٤/٤٢٢.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

151