عَنْ أَبي العَباس سَعدِ بنِ سَهلٍ السَّاعِديّ[1] رضي الله عنه قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُول الله: دُلَّني عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمَلتُهُ أَحَبَّني اللهُ، وَأَحبَّني النَاسُ؟ فَقَالَ: ((ازْهَد في الدُّنيَا يُحِبَّكَ اللهُ، وازْهَد فيْمَا عِنْدَ النَّاسِ يُحِبَّكَ النَّاسُ)). حديث حسن رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه[2] وغيره بأسانيد حسنة.
قوله صلى الله عليه وسلم: (ازهَد في الدُّنيَا يُحِبَّكَ اللهُ) الزهد: ترك ما لا يحتاج إليه من الدنيا، وإن كان حلالاً، والاقتصار على الكفاية، والورع: ترك الشبهات، قالوا: وأعقل الناس الزُهّاد، لأنّهم أحبّوا ما أحبّ الله، وكرهوا ما كره الله من جمع الدنيا، واستعملوا الراحة لأنفسهم. قال الشافعيّ رحمه الله تعالى: لو أوصى لأعقل الناس صرف إلى الزهّاد، ولبعضهم:
كن زهداً فيما حوت أيدي الورى. |
| تضحى إلى كلّ الأنام حبيبا |