عنوان الكتاب: شرح الأربعين النووية

الحديث الثاني والأربعون

 

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ: قَالَ اللهُ تَعَالَى: ((يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوتَنِيْ وَرَجَوتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ مِنْكَ وَلا أُبَالِيْ، يَا ابْنَ آَدَمَ لَو بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ، يَا ابْنَ آَدَمَ إِنَّكَ لَو أَتَيْتَنِيْ بِقِرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لقِيْتَنِيْ لاَ تُشْرِكُ بِيْ شَيْئَاً لأَتَيْتُكَ بِقِرَابِهَا مَغفِرَةً)) رَوَاهُ التِّرْمَذِيُّ[1] وَقَالَ: حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحَيْحٌ.

قوله تعالى: (عَنَانَ السَّمَاءِ)، هو بفتح العين المهملة، قيل: هو السحاب، وقيل: ما عنّ لك منها، أي: ظهر إذا رفعت رأسك.

قوله تعالى: (ثُمَّ استَغْفَرْتَنِيْ غَفَرْتُ لَكَ)، هو نظير قوله تعالى:﴿ وَمَن يَعۡمَلۡ سُوٓءًا أَوۡ يَظۡلِمۡ نَفۡسَهُۥ ثُمَّ يَسۡتَغۡفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورٗا رَّحِيمٗا ﴾ [النساء:١١٠]، والاستغفار لا بّد أن يكون مقروناً بالتوبة؛ قال الله تعالى:﴿ وَأَنِ ٱسۡتَغۡفِرُواْ رَبَّكُمۡ ثُمَّ تُوبُوٓاْ إِلَيۡهِ ﴾ [هود:٣].


 



[1]       "سنن الترمذي"، كتاب الدعوات عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، باب في فضل التوبة والاستغفار...إلخ، ر:٣٥٥١، ٥/٣١٩.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

151