إسحاق: لم تر عيناي مثله! قال: نعم؛ فجاء به فوقفه على الشافعيّ فذكر القصّة إلى أن قال: ثم تقدّم إسحاق إلى مجلس الشافعيّ فسأله عن كراء بيوت مكة، فقال الشافعيّ: هذا عندنا جائز؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((فهل ترك لنا عقيل من دار؟))[1]، فقال إسحاق: أخبرنا يزيد ابن هارون عن هشام عن الحسن أنّه لم يكن يرى ذلك، وعطاء وطاوس لم يكونا يريان ذلك، فقال له الشافعيّ: أنت الذي تزعم أهل خرسان أنّك فقيههم؟ قال إسحاق: كذا يزعمون! قال الشافعيّ: ما أحوجني أن يكون غيرك في موضعك فكنت آمراً بفرك أذنيه؛ أنا أقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وأنت تقول: قال عطاء وطاوس والحسن وإبراهيم، هؤلاء لا يرون ذلك؟ وهل لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجّة؟ ثُمَّ قال الشافعيّ: قال الله تعالى:﴿ لِلۡفُقَرَآءِ ٱلۡمُهَٰجِرِينَ ٱلَّذِينَ أُخۡرِجُواْ مِن دِيَٰرِهِمۡ﴾ [الحشر:٨]. أفنسب الديار إلى مالكين أو غير مالكين؟ قال إسحاق: إلى مالكين. قال الشافعيّ: فقول الله تعالى أصدق الأقاويل. وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من دخل دار أبي سفيان فهو آمن))[2]. وقد اشترى عمر بن الخطابّ رضي الله تعالى عنه دار الحجلتين. وذكر الشافعيّ جماعات من أصحاب رسول الله صلى الله