عنوان الكتاب: شرح الأربعين النووية

الحديث الثالث

عَنْ أَبِيْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ[1] رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُوْلُ: ((بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّدَاً رَسُوْلُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيْتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ البَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ))، رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ[2].

قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ) أي: فمن أتى بهذه الخمس فقد تَمَّ إسلامه، كما أنَّ البيت يتمّ بأركانه كذلك الإسلام يتمّ بأركانه وهي خمس، وهذا بناء معنوي شبه بالحسي، ووجه التشبيه أنَّ البناء الحسي إذا انهدم بعض أركانه لم يتمّ، فكذلك البناء المعنوي، ولهذا قال صلَّى الله عليه وسلَّم: ((الصلاة عماد الدين


 



[1]       ولد قبل البعثة بسنة، وهاجر مع أبيه، ولم يشهد بدراً وأُحداً لصغر سنه، وأجازه النَّبِيّ صلَّى الله تعالى عليه وسلَّم في الخندق، ثم لم يتخلّف سرية من سرايا الرسول صلَّى الله تعالى عليه وسلَّم، وكان من فقهاء الصحابة ومفتيهم وزُهّادهم وكان من أعلم الناس بالمناسك. روي له عن النبي صلَّى الله تعالى عليه وسلَّم ألف وستمائة وثلاثون حديثاً. مات بمكة سنة ثلاث وسبعين شهيداً.

[2]  "صحيح البخاري"، كتاب الإيمان، باب دعائكم إيمانكم، ر:٨، ١/١٤.

"صحيح مسلم"، كتاب الإيمان، باب بيان أركان الإسلام...إلخ، ر:١٦، صـ٢٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

151