فمن تركها فقد هدم الدين))[1]، وكذلك يقاس البقية. ومما قيل في البناء المعنوي:
بنا الأمور بأهل الدين ما صلحوا |
| وإن تولّوا فبالأشرار تنقاد |
وقد ضرب الله مثلاً للمؤمنين والمنافقين فقال تعالى: ﴿ أَفَمَنۡ أَسَّسَ بُنۡيَٰنَهُۥ عَلَىٰ تَقۡوَىٰ مِنَ ٱللَّهِ وَرِضۡوَٰنٍ ﴾ [التوبة: ١٠٩]. شبّه بناء المؤمن بالذي وضع بنيانه على وسط طود أي: جبل راسخ، وشبه بناء الكافر بمن وضع بنيانه على طرف جرف بحرٍ هارٍ، لا ثبات له فأكله البحر فانهار الجرف فانهار بنيانه فوقع به في البحر، فغرق، فدخل جهنم.
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم (بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ) أي: بخمس على أن تكون على: بمعنى الباء وإلاَّ فالمبني غير المبني عليه فلو أخذنا بظاهره لكانت الخمسة خارجة عن الإسلام وهو فاسد، ويحتمل أن تكون بمعنى من كقوله تعالى﴿ إِلَّا عَلَىٰٓ أَزۡوَٰجِهِمۡ﴾ [المؤمنون:٦]. أيّ من أزواجهم. الخمسة المذكورة في الحديث أصول البناء وأمَّا التتمات المكمّلات كبقيّة الواجبات وسائر المستحبّات فهي زينة للبناء. وقد ورد في الحديث أنَّه صلَّى الله عليه وسلَّم قال: ((الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها قول لا إله إلا الله، قال: وأدناها إماطة الأذى عن