عنْ أَبي سَعيدٍ سَعدِ بنِ مَالِك بنِ سِنَانٍ الخُدريِّ[1] رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهٍِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((لاَ ضَرَرَ وَلاَ ضِرَارَ)). حَدِيْث حَسَنٌ رَوَاهُ ابْنُ مَاجَه[2]، وَالدَّارقطْنِيُّ وَغَيْرُهُمَا مُسْنَدَاً، وَرَوَاهُ مَالِكٌ في المُوَطَّأِ مُرْسَلاً عَنْ عَمْرو بنِ يَحْيَى عَنْ أَبِيْهِ عَن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَسْقَطَ أَبَا سَعِيْدٍ، وَلَهُ طُرُقٌ يُقَوِّيْ بَعْضُهَا بَعْضاً.
قوله صلى الله عليه وسلم: (لاَ ضَرَرَ) أي: لا يضرّ أحدكم أحداً بغير حقّ ولا جناية سابقة.
قوله صلى الله عليه وسلم: (وَلاَ ضِرَارَ) أي لا تضرّ من ضرّك، وإذا سبّك أحد فلا تسبّه، وإن ضربك فلا تضربه، بل اطلب حقّك منه عند الحاكم من غير مسابّة، وإذا تسابّ رجلان أو تقاذفا لم يحصل التقاص، بل كل واحد يأخذ حقّه بالحاكم، وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((للمتسابَّين ما قالا، وعلى البادي منهما الإثم، ما لم يعتد المظلوم بسبّ زائد))[3].
[1] غزا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم اثنى عشر غزوة، كان أفقه الصحابة، ومن أفاضلهم وعلمائهم، مناقبه كثيرة، توفي في المدينة ودفن بالبقيع، مرويّاته ألف ومئة وسبعون حديثاً.
[2] "سنن ابن ماجه"، كتاب الأحكام، باب من بنى في حقه ما يضر بجاره، ر:٢٣٤٠، ٣/١٠٦.
[3] "صحيح مسلم"، كتاب البر والصلة والآداب، باب النهي عن السباب، ر:٢٥٨٧، صـ١٣٩٦. ولفظه: ((المستبان ما قالا، فعلى البادئ، ما لم يعتد المظلوم)).