عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ قَالَ: ((أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُوْلُ اللهِ وَيُقِيْمُوْا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوْا ذَلِكَ عَصَمُوْا مِنِّي دِمَاءَهَمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِسْلاَمِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ تَعَالَى)) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ[1].
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (أُمِرْتُ...إلخ) فيه دليل على أنّ مطلق الأمر وصيغته تدلّ على الوجوب.
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءهَمْ وَأَمْوَالَهُمْ)، فإن قيل: فالصوم من أركان الإسلام وكذلك الحجّ ولم يذكرهما، فجوابه: أنّ الصوم لا يقاتل الإنسان عليه بل يحبس ويمنع الطعام والشراب، والحجّ على التراخي، فلا يقاتل عليه، وإنّما ذكر رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم هذه الثلاثة لأنّه يقاتل على تركها ولهذا لم يذكر الصوم والحجّ لِمَعَاذٍ حين بعثه إلى اليمن، بل ذكر هذه الثلاثة، خاصةً.
[1] "صحيح البخاري"، كتاب الإيمان، باب فإن تابوا وأقاموا الصلاة، ر:٢٥، ١/٢٠.
"صحيح مسلم"، كتاب الإيمان، باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا...إلخ، ر:٢٢، صـ٣٣.