عَنْ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ[1] سِبْطِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَرَيْحَانَتِهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: حَفِظْتُ مِنْ رَسُوْلِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ((دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ)) رَوَاهُ التِّرْمَذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ[2]. وقال الترمذي: حديث حسن صحيح.
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (دَعْ مَا يَرِيْبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ) فيه دليل على أنّ المتقي ينبغي له أن لا يأكل المال الذي فيه شبهة، كما يحرم عليه أكل الحرام، وقد تقدم.
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (إِلَى مَا لاَ يَرِيْبُكَ) أي اعدل إلى ما لا ريب فيه من الطعام الذي يطمئنّ به القلب وتسكن إليه النفس. والريبة: الشكّ وتقدّم الكلام عن الشبهة.
[1] ولد بالمدينة سنة ثالث من الهجرة، تولى الخلافة بعد أبيه، واستمر في الخلافة نحو ستة أشهر، ثم تركها لـ "معاوية" رضي الله تعالى عنه وفقاً بالمسلمين، مناقبه كثيرة، وفضائله جمة شهيرة وهو من الحكماء الكرماء الأسخياء، روي له عن النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ثلاثة عشر حديثاً، ومات مسموماً سنة خمسين.
[2] "سنن الترمذي"، كتاب صفة القيامة والرقائق والورع، ر:٢٥٢٦، ٤/٢٣٢.
"سنن النسائي"، كتاب الأشربة، باب الحث على ترك الشبهات، ٨/٣٢٧.