رحمت، وإذا استفرجت به فرجت)) [1]، ومعنى الطيِّب: المنـزّه عن النقائص والخبائث، فيكون بمعنى القدّوس، وقيل طيب الثناء ومستلذ الأسماء عند العارفين بها، وهو طيِّب عباده لدخول الجنّة بالأعمال الصالحة وطيبها لهم، والكلمة الطيّبة: لا إله إلا الله.
قوله صلَّى الله عليه وسلَّم: (لاَ يَقْبَلُ إِلاَّ طَيِّبَاً) أي: فلا يتقرّب إليه بصدقة حرام، ويكره التصدّق بالرديء من الطعام كالحب العتيق المسوس، وكذلك يكره التصدّق بما فيه شبهة، قال الله تعالى: ﴿ وَلَا تَيَمَّمُواْ ٱلۡخَبِيثَ مِنۡهُ تُنفِقُونَ ﴾ [البقرة:٢٦٧]. فكما أنّه تعالى لا يقبل من المال إلا الطيّب كذلك لا يقبل من العمل إلا الطيّب الخالص من شائبة الرياء والعجب والسمعة ونحوها.
قوله: فقال تعالى: ﴿ يَٰٓأَيُّهَا ٱلرُّسُلُ كُلُواْ مِنَ ٱلطَّيِّبَٰتِ وَٱعۡمَلُواْ صَٰلِحًاۖ﴾ [المؤمنون:٥١]. وقوله تعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُلُواْ مِن طَيِّبَٰتِ مَا رَزَقۡنَٰكُمۡ﴾ [البقرة:١٧٢] المراد بالطيّبات الحلال.
في الحديث دليل على أنَّ الشخص يثاب على ما يأكله إذا قصد به التقوى على الطاعة أو إحياء نفسه، وذلك من الواجبات، بخلاف ما إذا أكل لمجرد الشهوة والتنعّم.
قوله: (وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَغُذِيَ بِالحَرَامِ) أي: شبع، وهو بضم الغين المعجمة وكسر الذال المعجمة المخفّفة من الغذى