عنوان الكتاب: شرح الأربعين النووية

الحديث الثامن عشر

 

عَنْ أَبِيْ ذَرٍّ جُنْدُبِ بنِ جُنَادَةَ[1] وَأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُعَاذِ بِنِ جَبَلٍ[2] رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ((اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ)) رَوَاهُ التِّرْمَذِيُّ [3] وقال: حديث حسن. وفي بعض النسخ: حسنٌ صحيح.

قوله صلى الله عليه وسلم: (اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ) أي: اتقه في الخلوة كما تتقيه في الجلوة بحضرة الناس، واتقه في سائر الأمكنة والأزمنة. مما يعين على التقوى استحضارُ أنّ الله تعالى مطلع على العبد في سائر أحواله، قال الله تعالى: ﴿ مَا يَكُونُ مِن نَّجۡوَىٰ ثَلَٰثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمۡ﴾ [المجادلة:٧]، الآية. والتقوى كلمة جامعة لفعل الواجبات وترك المنهيّات.


 



[1]       أسلم بمكة قديماً، ثم رجع إلى قومه، ثم هاجر إلى المدينة وكان رضي الله عنه أزهد الناس، صادق اللهجة، بحراً من بحور العلم، مات بالربذة سنة إحدى وثلاثين، روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم مائتا وأحد وثمانون حديثاً.

[2]       الفقيه الفاضل الصالح، أسلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، وشهد العقبة الثانية، ثم شهد المشاهد كلّها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر بين وبين عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، سكن مصر والشام، روي له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مئة حديث.

[3]  "سنن الترمذي"، كتاب البرّ والصلة، باب ما جاء في معاشرة الناس، ر:١٩٩٤، ٣/٣٩٧.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

151