عنوان الكتاب: أحكام الجمعة (على المذهب الشافعي)

الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين، أمّا بعد! فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم.

فضل الصلاة على الحبيب يوم الجمعة

عن سيّدنا أَوسِ بنِ أَوسٍ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله : «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ».

قال: قالوا: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ؟ -قال: يَقُولُونَ: بَلِيتَ-؟

فقال: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ»[1].

صلوا على الحبيب!          صلى الله على سيدنا محمد

إخوتي الأحبّة! مِن فضل الله علينا وسعادتنا أنْ أكرَمَنا الله تعالى بيومِ الجُمُعةِ بجاه رسولِه ، لكِنّنا مع الأسَفِ نهمل هذا اليومَ المباركَ ونَقضِيه في الغفلَة واللهو، مع أنَّ يوم الْجُمُعَةَ يَومُ عِيدٍ[2]، بل هو سَيِّدُ الْأَيَّامِ[3]، وإِنَّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ (أي: تُوقدُ كُلَّ يومٍ مِن أيَّامِ الأُسبُوعِ) إِلَّا


 

 



[1] "سنن أبي داود"، كتاب الصلاة، باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة، ١/٣٩١، (١٠٤٧).

[2] "سنن ابن ماجه"، كتاب إقامة الصلاة، باب ما جاء في الزينة يوم الجمعة، ٢/١٦، (١٠٩٨)، و"مسند أحمد بن حنبل"، مسند أبي هريرة، ٣/١٦٨، (٨٠٣١).

[3] "سنن ابن ماجه"، كتاب إقامة الصلاة، باب في فضل الجمعة، ٢/٨، (١٠٨٤).




إنتقل إلى

عدد الصفحات

34